كيف لنا أن نتطلع لنتائج مهمة في الاولمبياد في باريس وجامعة رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية “التنس” غير حاضرة،لأنها بكل بساطة لم تنجب أبطالا كما كان المغرب في زمن كنا ننتقده، وصرنا نأسف عليه؟.
لا يمكن أن نحلم بمواصلة التألق وعبد السلام أحيزون يواصل رئاسة جامعة ألعاب القوى التي فقدت التغطية، وأضحت جامعة البطل الوحيد، إذ اقتصرت مهمة الرئيس على تغيير الأطر، مثلما يغير ملابسه، مع إلزام المنابر الإعلامية بغض الطرف مقابل فسحة إشهار، ومن يغفو، يجري تذكيره بقرصة أذن.
*حسن العطافي
في 30 يوليوز 2028 سيسدل الستار عن أولمبياد لوس أنجلوس، وعقب ذلك سنحول وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي إلى حائط مبكى، وسيبدع كل فرد منا في رثاء ما سيحدث في دورة جديدة للأولمبياد، لأن مشاركاتنا في الأولمبياد أضحت تتشابه.
سنردد بحسرة ليت مشاركتنا في أولمبياد لوس أنجلوس الثانية كانت شبيهة بالأولى، التي عدنا منها بميداليتين ذهبيتين، بفضل نوال المتوكل وسعيد عويطة، لكن ما كل ما يطمح إليه المرء يبلغه، ما لم يعمل بجد ويغلب المصلحة العامة ويتخلص من أنانيته.
لن يختلف ما سنقوله عقب أولمبياد لوس أنجلوس 2028 عن الذي نقوله ونواصل قوله بالتزامن مع ما بقي من دورة باريس 2024، لأن حالنا لن يتغير ما لم نغير من أنتجوا الفشل الذريع.
من كثرة الخيبات لن يتغير من يتحملون والمسؤولية من تلقاء أنفسهم، لأن مناعتهم في مواجهة النقد والسخط الجماهيري تقوت، وأصبحوا بارعين في التبرير والتسويف والتبشير ببرامج ومخططات تأكد مع توالي السنوات أنه لاتنتج إلا الفشل والإحباط، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
كيفما كان الحال، لا يمكن أن ننكر أن المنتخب الأولمبي المغربي لكرة القدم أضفى بحضوره الفاعل طابعا خاصاً على المشاركة الوطنية في أولمبياد باريس 2024، وغطى بعض الشيء على الأصفار والإخفاقات.
لكن لا بد من الاقرار بأن تألق الأولمبيين لا علاقة لهم بالبطولة الوطنية، لأن الفرق الكروية تستهلك ولا تنتج، وهذا دليل آخر على إخفاق المنتظم الكروي المغربي، فلولا انفتاح المغرب على كفاءاته الكروية في المهجر، وفي مختلف الفئات السنية لما حققنا نتائج تذكر.
إن الفضل في ذلك يعود إلى مغاربة العالم الذين يذكرونهم بأهمية البلد الأصلي مقابل بلد الإقامة.
من رسائل المشاركة البئيسة، وتساقط أوراق شجرة الرياضة المغربية في الصيف، التأكيد على أننا نعيش خريفا رياضياً حقيقياً، نتناساه مع الأسف عبر شراء الوهم الذي تبيعنا إياه الجامعات واللجنة الأولمبية عقب كل كبوة.
ونستفيق على إيقاع كبوة جديدة، ونتناسى كل الكبوات بعد أن نهتز على إيقاع نغمات نشيدنا الوطني في حال تمكن رياضي مجتهد من حصد الذهب الذي صار يبتعد عنا بسبب السوء الذي يشمل بالممارسة الرياضية الوطنية من كل الجوانب .
ما حصل في باريس يؤكد تحول كثير من الجامعات، ومعها اللجنة المذكورة، إلى وكالات للأسفار، يغط أعضاؤها والعاملون بها عبر التوصيات في نوم عميق، لا يستيقظون منه إلا لتنويمنا في العسل عبر نتائج “جيدة” في تظاهرات قارية أو إقليمية لا إعتبار لها .
يجب التعامل بحزم مع الجامعات، فالتي لا تتمكن من وضع مخططات ناجعة، وتحفز الفرق على إنجاب أبطال أولمبيين لا تستحق أن تصرف لها منح من المال العام
وينبغي تقليص المنح كلما تراجع العطاء.
لا تهمنا كثرة الجامعات وكثرة الرؤساء الخالدين في المناصب.
فنحن نحلم بوفرة الأبطال ووفرة الخلف.
كيف لنا أن نتطلع لنتائج مهمة في الألعاب الأولمبية وجامعة رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية “التنس” غير حاضرة، لأنها بكل بساطة لم تنجب أبطالا كما كان المغرب في زمن كنا ننتقده، وصرنا نأسف عليه؟.
لا يمكن أن نحلم بمواصلة التألق وعبد السلام أحيزون يواصل رئاسة جامعة ألعاب القوى التي فقدت التغطية، وأضحت جامعة البطل الوحيد، إذ اقتصرت مهمة الرئيس على تغيير الأطر، مثلما يغير ملابسه، مع إلزام المنابر الإعلامية بغض الطرف مقابل فسحة إشهار، ومن يغفو، يجري تذكيره بقرصة أذن.
كيف لنا أن نحلم ورياضة الملاكمة أخفقت في تأهيل ملاكم واحد مقابل ثلاث ملاكمات؟ كيف وكيف وكيف، وبين كل كيف وكيف بطل مظلوم ومدرب مغبون، لأن الرياضيين في الساحة الوطنية صاروا كالأيتام في مأدبة اللئام.
إننا بصدد مسلسل خيبات الأولمبياد الذي لا تنتهي حلقاته.
نحن في زمن تحكم العجزة والعاجزين في رقاب الحالمين الذين تنتقل إليهم العدوى، ويستسلمون للأمر الواقع ويمتهنون التبرير والبحث عن اكباش الفداء درا للرماد في العيون، ولايجدون غضاضة في الوقوف في طابور النائمين ولا يستيقظون الا للتصفيق بوعي وبغير وعي مع المصفقين..
اذا رغبنا فعلا في أن تقوم القائمة لرياضتنا علينا أن نبعد عنها مسؤولين يرهبون غيرهم من المسيريين والمدبرين والمؤطرين والصحفيين والحكام بكل الطرق فيصبح الجميع رهن اشارة فرقهم.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعتبر تألق فرق رؤساء جامعات صدفة أو دليلا على حكامتهم فكثيرة هي الفرق والنوادي التي تنزل الى القاع حين تهب رياح التغيير وتكسر المظلات.
نريد مسؤولين قادرين على الإنتاج وتحقيق انجازات عبر القطع مع سلوكات تنجب الفقاعات وتخلف اليأس والتذمر واليأس وضحايا من بين الممارسين.
لا أعمم، لكن الواقع يثبت أن كل غول على رأس جامعة رياضية يخلف وراءه مظلومين. وما أكثرهم في رياضتنا.
ويتأكد أن إستمرار الظلم وسنوات الرصاص الرياضي التي طالت ولا تخلف وراءها الا الدمار واليأس تنعكس سلبا على واقعنا، إذ يمتد اليأس إلى عموم المواطنين ويضاعف تذمرهم، والسبب أنهم يقوم في نشاط يستنزف الإمكانات المالية ويسوق للوهم ويسيء لسمعة الوطن في المحافل الدولية.
*قيدوم الصحفيين الرياضيين في المغرب والعالم العربي