ووري الثرى ظهر اليوم الأحد بمقبرة الشهداء في الدار البيضاء، جثمان الفنان مصطفى الداسوكين، الذي انتقل إلى عفو الله مساء أمس السبت بالدار البيضاء.

ومشى في الموكب الجنائزي للفقيد، حشد من جمهوره واصدقائه وزملائه وزميلاته في العمل الفني، حيث استبدّ حزن الفراق بكل من حضر . 

وبكى رحيل مصطفى الداسوكين، الصغير قبل الكبير، كما حزن  لوداعه الأخير، كل الأجيال التي عاصرت إنتاجاته الفنية الصادقة من ممثلين وجمهور. 

ويعد الراحل، وهو من مواليد 1942 بالدار البيضاء، واحدا من رواد المسرح وشاشة التلفزيون الذين أغنوا الساحة الفنية بعدد من الأعمال، التي لاقت نجاحا كبيرا لدى الجمهور المغربي، من خلال عدد من الأدوار الكوميدية التي أبدع الراحل في أدائها.

وبرع مصطفى الداسوكين في أداء أدوار متميزة رفقة رفيق دربه مصطفى الزعري من خلال الثنائي “الداسوكين والزعري”.

كما اشتهر من خلال عدد من المسلسلات على رأسها “ستة من ستين”، و”دموع الرجال”، و”خمسة وخميس”، و”شوك السدرة”، علاوة على عدد من السيتكومات، من بينها “نسيب الحاج عزوز”، و”عائلة سي مربوح” و”الهاربان”.

أما على مستوى المسرح، فقد قدم الراحل مصطفى الداسوكين عددا من الأعمال سواء مع فرقة “المسرح الوطني محمد الخامس” أو “مسرح اليوم”، من أهمها “الله يدينا فالضو”، و”قولو العام زين” و”بنت الخراز”.

إقرأ أيضا 

بورتريه. الداسوكين..موظف البريد الذي هاتفه الحسن الثاني وأصبح من أهرامات الكوميديا

لقد شاهد الملك الراحل الحسن الثاني، ذلك  الكاشكول مباشرة على شاشة التلفزة، وهاتف الداسوكين والقدميري، وقال لهم “الله يرضي عليكم.. فوجتو على المغاربة”.

فقدت الساحة الفنية المغربية والعربية، ليلة السبت /الاحد، أحد أهراماتها الكبار، الأمر يتعلق بالفنان مصطفى الداسوكين.

لقد ترجل مبسط المغاربة ومطلق ضحكتهم، عن صهوة الحياة عن عمر يناهز 82 عاماً، عاشها بكفاح الرجل ونخوة مغاربة درب السلطان.

والداسوكين، ممثل مغربي قدير من مواليد الدار البيضاء في 14 يوليو 1942 ، إذ يعتبر وفق مجلة السنيما كوم، من أفضل الممثلين المغاربة وحظي بمسيرة فنية طويلة استغرقت أربعة عقود من العطاء والجهد والنضال.

والداسوكين، حظي في غشت من عام 2015، بتوشيح ملكي سام، إذ قلده الملك محمد السادس، بوسام العرش من در

في الورقة التالية يرسم الزميل حسن عين الحياة، بورتريه يليق بالهرم الداسوكين،لفائدة الزميلة المنعطف، إذ يكشف من خلاله العديد من الاسرار والخبايا من سيرة ذاتية بطلها فنان. 

والبداية من هنا:

ظل الفنان المقتدر مصطفى الداسوكين، بالرغم من غيابه الطويل عن الساحة الفنية، نجما مميزا عند المغاربة، بالنظر إلى إسهاماته الكثيرة التي أغنت الخزانة الفنية والإبداعية للمملكة، منذ ستينيات القرن الماضي. 

فهو أحد الفنانين الذين دشنوا مسارهم الإبداعي من خلال المسرح، وواحد ممن كان حضورهم قوي جدا في التلفزيون، بل وسجل اسمه كرائد لفن “الثنائي الفكاهي” في المغرب، من خلال تجربته مع رفيق دربه الفنان المقتدر مصطفى الزعري.

ولد الداسوكين عام 1942 بمدينة الدارالبيضاء، وترعرع في درب السلطان إلى جانب عدد من الفنانين والرياضيين ممن كان لهم شرف السِبق في التأسيس للتجربة الفنية والرياضية بالمغرب. 

وكان دخوله عالم الفن أول مرة من خلال بوابة فرقة “الأخوة العربية” لمؤسسها الفنان الراحل عبد العظيم الشناوي، والذي يرجع له الفضل في صقل موهبة الداسوكين.

كانت الانطلاقة الفعلية للداسوكين في عام 1963، وكان وقتها موظفا في البريد، إذ خلال تواجده في أنشطة المخيمات الصيفية بمدينة إفران ونواحيها، التقى مع ابن حيه الفنان مصطفى الزعري، وكان وقتها مدربا تابعا لوزارة الشبيبة والرياضة.. 

ولأنهما نهلا من نفس التكوين المسرحي بفرقة “الأخوة العربية”، كونا معا ثنائيا فكاهيا، وأطلاقا عليه ثنائي “الداسوكين والزعري”.

لقد تمكنا من خلاله أن يبصما بقوة على حضورهما كفكاهيين من الجيل الثاني، خاصة وأنهما دخلا بسلاسة إلى قلوب المغاربة من خلال المواضيع التي كان يتناولها الثنائي، والتي كانت منبثقة من صميم المعيش اليومي للمواطنين. 

ولأنهما فرضا أسلوبهما في الكوميديا، لعبا معا في مسرحية “النواقسية” للفنان الراحل عبد القادر البدوي، وكانت هذه المسرحية هي الانطلاقة الفعلية للداسوكين ورفيقه، خاصة وأنها قُدمت مباشرة على شاشة التلفزة عام 1967، حيث تعرف المغاربة على فنانين من طراز رفيع، لهما قدرة كبيرة على انتزاع الضحك من المشاهدين.

في العام نفسه (1967)، قدم الداسوكين كشكول فكاهي مع الراحل الحبيب القدميري للتلفزيون بعنوان “رينكوو دجينكو”، وكان حديث الساعة آنذاك، بالنظر إلى حبكته وتيمته الكوميدية المميزة، إلى درجة أن الملك الراحل الحسن الثاني، شاهد هذا الكاشكول مباشرة على شاشة التلفزة، وهاتف الداسوكين والقدميري، وقال لهم “الله يرضي عليكم.. فوجتو على المغاربة”.

في رصيد الفنان مصطفى الداسوكين عشرات الأعمال التلفزيونية والمسرحية، والتي تعد الآن تحفا فنية، باعتبارها تؤرخ لمسار تطور الحركة الفنية والمسرحية في المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *