يطفئ المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير هذا العام شمعته الخامسة عشرة، مكرسا بذلك طموح والتزام القائمين عليه في تطوير سينما للفيلم الوثائقي منظمة ومتينة ومتنوعة.  وما فتئ منظمو هذه التظاهرة التي تتواصل إلى 12 يونيو الجاري بجوهرة سوس، يعملون على تعزيز ثقافة سينمائية وثائقية بالمغرب والمساهمة الفعالة في بناء تراث سمعي بصري وطني تعكس صورة واضحة وأصيلة.

وفي هذا الصدد، أشارت رئيسة المهرجان، هند سايح، إلى أن الهدف من هذه التظاهرة هو المساهمة في هيكلة قطاع السينما الوثائقية، مؤكدة أن هذه المهمة الدقيقة تهدف أيضا إلى تشكيل تراث سمعي بصري عالي الجودة تتوارثه الأجيال.  وترى، أن هذه المهمة لن تكون ممكنة إلا بفضل الالتزام المستمر للشركاء الوطنيين والأجانب، ودعم الجمهور المحلي والوطني، الذي يظهر المزيد من الإقبال على السينما الوثائقية.  وبعد أن سلطت الضوء على اقامة الكتابة للمؤلفين الشباب وورشة التكوين المهني، نوهت السيدة سايح بظهور جيل مبدع جديد من المخرجين والمخرجات، مع العديد من الأفلام الاستثنائية الحائزة على جوائز في أرقى المهرجانات الدولية.  ومن أقوى لحظات هذه التظاهرة ، إعلان رئيسة المهرجان عن تقديم محور خاص هذه السنة حول العلوم والبيئة، بحضور باحثين مغاربة، والذين يأتون لتقاسم شغفهم واقتراح أفكار جديدة لأفلام موجهة خاصة للأجيال الشابة الشغوفة بهذا المجال الفني. 

وأعربت عن اعتزازها الكبير بنجاح جيل من المخرجين الشباب المغاربة الحاضرين في الدورة الخامسة عشرة للمهرجان.  وقالت في هذا السياق “نواصل جهودنا بمشاركتنا في التظاهرات الكبرى مثل الندوة السنوية للمؤتمر العالمي للعلوم ومنتجي الحقائق والذي سيتم تنظيمه بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل بمراكش في دجنبر المقبل”.  وأشارت إلى أن هذه التظاهرة الكبيرة التي سيحتضنها المغرب لأول مرة منذ 30 سنة في إفريقيا، تشكل فرصة سانحة للوصول إلى شبكات توزيع وإنتاج مشترك جديدة للمنتجين وصانعي الأفلام المغاربة و الافارقة.  فضلا عن كونه أضحى فضاء مفضلا لدى الجمهور، وكذا صانعي الأفلام المبتدئين والمهنيين المتمرسين، فقد أصبح المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير أيض ا الموعد المناسب لاكتشاف عدد لا يحصى من الأفلام الوثائقية من مختلف أرجاء العالم. و الواقع، أن القائمة الرسمية لهذه النسخة الخامسة عشرة تتضمن حوالي عشرين فيلم ا، يشهد كل منها بطريقته الخاصة على شجاعة مخرجي الأفلام الوثائقية في مواجهة التحديات على مختلف اشكالها. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *