إن الآباء مطالبون بطمأنة أبنائهم بأن الامتحان الإشهادي هو اختبار عادي على غرار باقي الاختبارات، وتجنب تعريضهم لضغوط غير ضرورية لن تؤدي إلا إلى زعزعة ثقتهم بأنفسهم.
ويعد العامل النفسي عنصرا حاسما عند الاستعداد لاجتياز الامتحانات الإشهادية، في ظل ما يطرحه هذا الاستحقاق من تحديات يواجهها المتمدرس سعيا لتحقيق نتائج تؤهله لولوج التعليم العالي واختيار المسار التعليمي الأنسب له.
وهنا تبرز قيمة العامل النفسي أثناء التحضير للامتحان، على اعتبار أنه الفترة الزمنية التي يرتفع فيها منسوب التوتر إلى أعلى مستوياته، مع تزايد حدة القلق والشكوك والمخاوف.
وفي خضم هذه اللحظات الصعبة، يكون التلميذ بحاجة إلى إظهار شخصية قوية متزنة وردود فعل إيجابية، يستمدها من تفكير هادئ يسمح له بتصريف الضغط وتحويله إلى طاقة إيجابية تكون سنده في يوم الامتحان.
وفي هذا الصدد، يرى الأخصائي النفسي الاكلينيكي والمعالج النفساني، فيصل طهاري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الدعم النفسي يكتسي أهمية قصوى أثناء التحضير لامتحانات نهاية السنة الدراسية، لأنه يساعد التلاميذ على احتواء الضغط، وكسب الثقة في قدراتهم في جو من التركيز والهدوء”.
وتجنبا للضغط الذي يمكن أن يكون كبيرا سواء بالنسبة لتلاميذ البكالوريا أو لأولياء أمورهم، ينصح طهاري هؤلاء بالحفاظ على سلوك إيجابي وعلى نمط عيش متوازن للتعامل بشكل مثالي مع لحظة التحول التي يمثلها امتحان البكالوريا.
وقال الأخصائي “بالطبع، يكون دور الأسرة حاسما في هذه الحالة”، موضحا أن الآباء يؤثرون إما بشكل إيجابي أو سلبي على أبنائهم أثناء استعدادهم للامتحان.
وتابع أن الآباء مطالبون بطمأنة أبنائهم بأن الامتحان الإشهادي هو اختبار عادي على غرار باقي الاختبارات، وتجنب تعريضهم لضغوط غير ضرورية لن تؤدي إلا إلى زعزعة ثقتهم بأنفسهم.
كما أشار إلى أن دعم التلميذ من الناحية النفسية يحميه من عوامل التوتر، كضغط الوقت أو الرمزية الزائدة التي تطبع هذه الاختبارات، والتي تعطي الانطباع لدى التلاميذ بأن الحياة يجب أن تتوقف من أجل الاستعداد للامتحانات.
ويوصي السيد طهاري التلاميذ بالالتزام، خلال فترة الإعداد للامتحانات، بنظام غذائي متوازن وتفادي السهر، داعيا إياهم إلى تنظيم وقتهم من خلال وضع جدول زمني يومي والحرص على احترامه.
وشدد في هذا الصدد، على أنه “من الأفضل تجنب وضع برنامج إعداد صارم للغاية، لأنه من الضروري تخصيص الوقت الكافي للراحة والترفيه”.
وأفاد بأنه لا يوجد جدول زمني مثالي وقابل للتطبيق للجميع، لأن كل تلميذ مطالب بالتحضير حسب قدراته، مؤكدا على أهمية التقليل من تصفح شبكات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت عموما، باستثناء البحث عن محتويات تعليمية أو مواقع ذات الصلة بالمواد التي تشملها الامتحانات الإشهادية.
وخلص الأخصائي النفسي إلى أنه من الأفضل للتلميذ اختيار مكان هادئ للدراسة بشكل صحيح، والتركيز على المواد الرئيسية التي تطرح صعوبات بالنسبة له، وليس على تلك التي يتفوق فيها التلميذ أصلا.
(إعداد: بسمة الرياضي)