من «الأسر إلى القصر»، هكذا عنونت كبريات وسائل الإعلام الدولية إنتخاب بصيرو ديو ماي فاي، عن حزب“باستيف” بإنتخابات رئاسة دولة السنغال.
وأقر مرشح الائتلاف الحاكم “أمادو فا” بالخسارة، في صورة تعكس تقليدا سياسيا ظل سائدا خلال ربع قرن.
فمنذ خسارة الرئيس عبدو ضيوف أمام منافسه عبد الله واد العام 2000، وخسارة واد أمام منافسه ماكي سال، إتسم انتقال السلطة بالإقرار بالخسارة وتسليم السلطة للفائز بشكل سلمي.
ويعد بصيرو ديوماي فاي (44 عاما) –الذي يوصف بأنه مرشح من خارج المؤسسات– الرئيس الخامس للسنغال.
وكانت عمليات فرز الأصوات أظهرت تصدره بنسبة تتخطى العتبة المطلوبة للحسم من الجولة الأولى، وبهذا يكون حزب “باستيف” أبرز أحزب المعارضة رغم حظره، قد نجح بإيصال مرشحه إلى المنصب الأعلى في الدولة.
ومن بوابة السجن خرج فاي إلى الميدان، ليدرك 10 أيام من الحملة الانتخابية، لم تكن في حقيقتها إلا جزءا محدودا من حملة انتخابية طويلة لصالح فاي وحلفه الانتخابي.
و أسهمت الأزمة السياسية والملاحقات القضائية وقرارات ماكي سال الأخيرة بتأجيل الانتخابات، وما أثارته من استياء داخل أوساط سنغالية عديدة، في الدعاية لهذا المرشح الخارج لتوه من تجربة نضالية امتدت لـ3 سنوات وانتهت بإيداعه السجن، ليتسلق بعد ذلك المراتب العليا في النتائج المعلن عنها في الانتخابات حتى الآن، باعتباره المرشح الأوفر حظا، أو الرئيس الخامس للسنغال، وفق أنصاره.
ومع طي صفحة الانتخابات و3 سنوات من الاضطرابات، تتهيأ السنغال للدخول في مرحلة سياسية جديدة، عنوانها رئيس شاب جديد على الحياة السياسية، متسلح بدعم سياسي مخضرم يحسّن مخاطبة الشارع والمواطن، ولا يتبنى أي من الرجلين –الرئيس المنتخب باسيرو ديوماي فاي أو عرابه عثمان سونوكو– أي خطاب عدائي للخارج، لفرنسا أو لغيرها، ويعتمدان لغة ترى في الداخل أولوية.