تعد ساحة محمد الخامس بالدارالبيضاء المعروفة شعبيا بساحة “الحمام”، التي أحدثت منذ عقود، إرثا تاريخيا وواجهة حضارية وسياحية للعاصمة الاقتصادية للمملكة.

فالإرث التاريخي لهذه المعلمة التراثية، التي تعد القلب النابض للمدينة، نابع من التطور العمراني والاقتصادي الذي شهدته الساحة منذ سنوات عديدة، والتي أضحت، في ما بعد، من أهم الساحات والأماكن التاريخية والسياحية بوسط مدينة الدارالبيضاء.

واتخذت هذه المنارة، التي شيدت سنة 1920 إبان الحماية، العديد من الأسماء بدءا من ساحة “ليوطي”، ثم الساحة الكبرى، وساحة النصر، والساحة الإدارية، وساحة الأمم المتحدة، وصولا إلى ساحة محمد الخامس تكريما للملك الراحل محمد الخامس الذي ناضل من أجل تحرير المغرب.

وتم تصميم الساحة من قبل مهندس الإقامة الفرنسية، هنري بروست، الذي صممها وفق تصور يجعل منها نقطة التقاء تجمع بين مجموعة من الإدارات والمرافق الهامة التي تسهم في السير الجيد للمدينة، ومنها مقر عمالة الدارالبيضاء، والمحكمة وإدارة البريد وبنك المغرب، وذلك ضمن مزيج متناغم بين الأساليب الحديثة المغربية والمغاربية.

وإلى جانب أهميتها التراثية، تؤكد ساحة “الحمام” كما تلقبها ساكنة البيضاء لعدم مفارقة أسراب الحمام ساحاتها، مكانتها كواجهة حضارية وسياحية بالنظر لرمزيتها ومكانتها في قلوب البيضاويين الذين يحجون إليها من أجل الاستجمام والترويح عن النفس.

ويتوافد سكان وزوار المدينة على هذه الساحة بشكل مستمر وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع باعتبارها متنفسا حقيقيا يتزايد الاقبال عليه لقربه من العديد من المآثر التاريخية والفضاءات السياحية المغرية كحديقة “الجامعة العربية” التي أضحت جزءا من الإرث الحضاري للمدينة.

وفي عام 1976، قامت السلطات المحلية بتركيب نافورة في وسط الساحة لقيت استحسانا من لدن عشاق المشي والتجوال لعقود من الزمن.

وتم، مؤخرا، تأهيل النافورة وفق تصميم جديد وأكثر حداثة أضفت رونقا وجمالا على الساحة من خلال نوافيرها المائية المتراقصة على الإيقاعات الموسيقية التي تنبعث منها، والتي تسعد الكبار والصغار على حد سواء.

وفي إطار زخم أوراش التأهيل والتحديث بالعاصمة الاقتصادية ، يعبر ساحة الحمام، حاليا، خط “الطراموي”، الذي يضفي لمسة من الحداثة على هذه الساحة التي أصبحت من الأماكن المفضلة لدى البيضاويين.

وقد أعطى المسرح الكبير في الدار البيضاء، الذي تم إحداثه بجوار الساحة، طابعا جديدا وبعدا متجددا لهذا الفضاء الجميل.

وتشهد هذه المنارة التراثية، التي تعد جزءا من هوية مدينة الدار البيضاء، بشكل يومي وخاصة عطلة نهاية الأسبوع، حركية غير عادية لمختلف الفئات العمرية والمجتمعية الباحثة عن المتعة و الترويح عن النفس، و أخد صور تذكارية وقضاء أوقات ممتعة خاصة مع الأجواء المريحة التي يوفرها التجاوب والعناية بطائر “الحمام” الذي يجذب الناظرين.

وفي هذا السياق، اعتبرت بعض الفعاليات وزوار الدارالبيضاء ، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “ساحة الحمام”، التي تمثل جزءا كبيرا من التراث والحضارة المغربية، أضحت الوجهة السياحية المفضلة للساكنة المحلية والعديد من مرتادي المدينة.

وأضافوا أن هذا الاختيار نابع من توفر هذا الفضاء الجميل على مقومات سياحية وتراثية تجلب الناظرين من قبيل النافورة الأنيقة المزينة بالأضواء ووفرة “الحمام” الذي يضفي على الساحة رونقا جماليا ساحرا.

وأبرزوا المؤهلات التي تتميز بها هذه الساحة التاريخية المحاطة بعدد من المعالم الهندسية المعمارية التي تساهم في إضفاء جمالية على المدينة لسنوات عديدة، والتي تعد من بين المآثر التراثية ومركز جذب دائم للمارة المحبين للراحة والاستمتاع بالمنظر الجذاب ومتعة الاستكشاف.

وأكدوا أن هذه المعلمة الجميلة، أصبحت أيضا فضاء لعشاق إطعام الحمام والتقاط الصور التذكارية ومكانا للقاءات والمواعيد، ووجهة لهواة المشي والتجوال لعقود من الزمن، مشيرين إلى أن ترميم وإعادة تأهيل الساحة فضلا عن التماثيل والمجسمات التي أثثت الفضاء في حلته الجديدة، زادت من جمالية ورونق المكان.

المصطفى الناصري: و.م.ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *