يحكي أهالي تادلة المنشغلين بذاكرة مدينتهم، أن آخر من بقي بحي “الكانتيرات” من الفرنسيين إلى حدود بداية سنوات التسعينيات، كانت امرأة معروفة باسم “مادام جورج”، تملك محلا تجاريا يبيع المشروبات الكحولية.

 كانت “مادام جورج”، تُعرف بصرامتها في احترام أوقات العمل، خصوصا وقت إغلاق المحل مساءاً.

لقد كان إذا تردد أحدهم على محلها ووجده مغلقا، يردد: المقولة المأثورة التي لا يعرف معناها ولا سياقها سوى ابناء تادلة:”سدات مادام”.

والقصد، أن “مدام جورج” صاحبة الحانة الوحيدة التي بقيت تقدم خدماتها إلى السكارى الى وقت غير بعيد، “سدت المحل”.

وعندما “تسد مدام جورج” حانتها لا تتراجع في فتحها لمن أراد المزيد، وهكذا عندما تريد إنهاء النقاش في أي موضوع نقول: “سدات مادام”.

لذلك، أصبحت هذه المقولة التي كانت خاصة بحي “الكانتيرات” بتادلة متداولة على ألسنة المغاربة في كل المدن، دون أن يعرفوا لها أصلا.

وحي “الكانتيرات”، هو حي يوجد وسط مدينة قصبة تادلة.

وإسم “الكانتيرات”، حسب ما يرويه سكان تادلة، هو تحوير لكلمة les  continents  أي القارات، وهناك من يرجعه إلى la cantine أي “المقصف” (البار).

 كما يطلق عليه أهل تادلة أيضا اسم “الحي الفرنسي”، نسبة إلى العائلات الفرنسية التي كانت تقيم هناك قبل الاستقلال وبعده.

*محمد سراج الضو

الصورة المرفقة: مدام جورج و زوجها

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *