تواصل مجموعة كوسومار، أداء أدوارها الكبرى في المشاركة الى جانب باقي الشركاء في تكريس مكانة المملكة المغربية في ريادة الزراعات والصناعات السكرية، التي أولتها استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، اهتماما خاصًا. 

وفي سياق يطبعه تحدي عقلنة استغلال الموارد المائية، وحسن ترشيدها، تحقيق الأهداف المسطرة على مستوى الزراعات والصناعات السكرية، جرى أمس الاثنين بالجماعة القروية تكنة التابعة لإقليم سيدي قاسم، إعطاء انطلاقة عملية زراعة الشمندر السكري على مستوى منطقة الغرب للموسم الفلاحي 2023-2024. 

ووقف الشركاء والفلاحين بالمناسبة على عدد من آليات المواكبة والدعم التي سخرتها مجموعة كوسومار ، لإنجاح الموسم الفلاحي 2023-2024. 

حسن منير. كوسومار في جانب الفلاح 

و في هذا الصدد، قال حسن منير، المدير العام لمجموعة كوسومار، “إن جميع العوامل تم توظيفها هذه السنة ليكون الموسم ناجح في المناطق الخمس لزراعة الشمندر السكري”.

وأضاف المدير العام لمجموعة كوسومار، “نحن نشتغل مع الوزارة المعنية وربما ستكون هناك مفاجئات سارة في القريب العاجل”.

وأوضح حسن منير، في تصريح خص به جريدة “Le12.ma”، أنه يرتقب إنجاز 54 ألف هكتار من الشمندر السكري، و3 آلاف هكتار من القصب السكري، على الصعيد الوطني، من أجل تسهيل عملية تزويد السوق الوطني.

وكشف المتحدث، أن المغرب يستهلك مليون و200 ألف طن من السكر، منها ما هو إنتاج محلي والباقي مستورد من البرازيل ودول أخرى، ويتم تكريره في مدينة الدار البيضاء.

وأضاف، أنه لضمان تزويد السوق الوطني في ظروف جيدة، يجب أن يكون الإنتاج مهم، “لهذا تم إنجاز برنامج لإنتاج 500 ألف طن، فيما فرق 700 ألف طن سيتم استيرادها من الخارج”.

وقال المدير العام لمجموعة كوسومار، إن الأثمنة الحالية للأسمدة الآزوتية وأسمدة العمق، ستساعد الفلاح على تقليص التكاليف لتصل تقريبا إلى 4500 درهم للهكتار.

وأشار إلى أن زيادة ثمن الشمندر الذي وصل لـ80 درهم للطن والشمندر السكري الذي وصل لـ70 درهم، سيمكن من تحسين مردود الشمندر الذي سيصل تقريبا لـ12 ألف حتى 13 ألف درهم للهكتار.

وتابع حسن منير، “نعمل على الرفع من المردودية لأنها في المنطقة لا تتجاوز 50 طن للهكتار، وفي بعض المناطق تصل إلى 80 و85 طن، ومنطقة تكنة بالضبط تصل لـ 95 طن في الهكتار”.

وأكد المدير العام لكوسومار، أن هذه السنة ستعرف إنجاز مشروع كبير وهو استعمال طائرة بدون طيار في محاربة الأعشاب الضارة و الأمراض الفطرية.

وأشار المتحدث، إلى أن هذه العملية سيتم تعميمها على الصعيد الوطني في المناطق الخمس، وستساهم في تقليص التكاليف، موضحا أنها ستكون مركزة وستقضي على الأمراض والطفيليات بدرجة مرتفعة وسريعة جدا، وكذلك فيما يخص البيئة سيتم استعمال كمية قليلة من الأدوية.

وحضر هذه العملية كل من عامل إقليم سيدي قاسم، ورئيس الغرفة الفلاحية والمدير الجهوي للفلاحة بجهة الغرب، وعدد من المزارعين والأطر والسلطة المحلية.

شاهد تصريح حسن منير، المدير العام لمجموعة كوسومار:

وفي مايلي الإجراءات التي اتخذتها مجموعة كوسومار استعدادا للموسم الفلاحي 2023/2024(بلاغ)

سياق يتسم بتفعيل أوراش ومشاريع هيكلية

في سياق يطبعه الجفاف وندرة المياه مع إطلاق مشاريع استراتيجية كبرى في بلادنا مثل المشروع الكبير للربط المائي بين حوضي سبو وأبي رقراق، وتشغيل محطات جديدة لتحلية مياه البحر، … تستعد مجموعة كوسومار للموسم الفلاحي الجديد بطموح جاد لبلوغ 57.000 هكتار من المساحات المزروعة بالنباتات السكرية على الصعيد الوطني وإنتاج 487.000 طن من السكر الأبيض في عام 2024. وهذا يشهد على الالتزام الدائم لقطاع السكر في المغرب من أجل زيادة الإنتاج الوطني المحلي، مع الأخذ بعين الإعتبار أن تحقيق هذه الأهداف يعتمد بشكل أساسي على توفير مياه الري بشكل مستمر.  

التركيز على المساحات المزروعة:  

برمجت مجموعة كوسومار خلال هذا الموسم زيادة هامة في المساحات المخصصة لزراعة الشمندر السكري.  وتفصيلا، من المقرر أن يتم تعبئة 15.000 هكتار من الشمندر السكري بالغرب و 6.000 هكتار باللوكوس. بالإضافة إلى ذلك هناك 3.000 هكتار إضافية من قصب السكر مشتركة بين منطقتي الغرب واللوكوس. كل هذه الأهداف تصبو إلى تحقيق زيادة كبيرة في إنتاج السكر انطلاقا من المنتوج الفلاحي الوطني بغية إرساء السيادة الغذائية لبلادنا. مع ذلك، تبقى هذه الأهداف رهينة توافر ما يكفي من المياه، فهي عامل أساسي لتحقيق آفاق النمو في هذه المناطق.  وفي هذا الصدد، نود أن نتقدم بالشكر الجزيل إلى كافة الفاعلين على المستوى الوطني والجهوي من المصالح الوزارية المكلفة بالفلاحة والمياه والداخلية على كل المجهودات المبذولة من أجل توفير المياه اللازمة لانطلاق موسمي زراعة الشمندر السكري وقصب السكر. 

تدبير المدخلات الفلاحية

أما فيما يتعلق بالمدخلات، قامت مجموعة كوسومار بتأمين توريد البذور والأسمدة ومنتجات الصحة النباتية، بمبلغ يفوق 500 مليون درهم. بالنسبة للأسمدة مثل اليوريا 46 و الأمونيترات 33.5، فقد تم تحديد الأسعار المدعومة من قبل الدولة على التوالي بـ 330 درهما و240 درهما للقنطار، عكس الموسم السابق الذي عرف تضخما غير مسبوق في الأسعار حيث كانتعلى التوالي 1200 درهم و700 درهم للقنطار. أما بالنسبة للبوتاس، فقد تم تسجيل إنخفاض في الأسعار مقارنة بالعام الماضي، مما سيسمح للفلاحين بتوفير مبالغ لا بأس بها في الأسمدة تصل إلى 4000 درهم للهكتار الواحد، حسب المناطق مقارنة مع السنة الماضية.  أما البذور فبقي سعرها مستقراً مقارنة بالعام الماضي. للإشارة، يتم عرض قائمة الأسعار الكاملة بجميع مراكز التوزيع المعتمدة لمجموعة كوسومار.

 إعادة جدولة ديون الفلاحين

من أجل دعم شركائها الفلاحين، قررت مجموعة كوسومار إعادة جدولة الديون المتراكمة عن الموسم الفلاحي 2022/2023. وسيتم تنفيذ هذا البرنامج وفقا لمعايير دقيقة محددة ومكيفة مع متغيرات كل منطقة على حذا. حيث تهدف هذه الخطوة بالأساس إلى تخفيف العبء المادي على الفلاحين الشركاء.  ومن خلال تقديم إعادة الجدولة هذه، نطمح إلى تقديم مساعدة مالية للمزارعين، مما يسمح لهم بالتركيز بشكل كامل على أنشطتهم وتحسين الإنتاجية. علاوة على ذلك يهدف هذا الإجراء التحفيزي الذي اتخذته كوسومار إلى تشجيع الفلاحين على الالتزام ببرنامج الموسم الحالي كما يندرج في إطار التزامنا بالفلاحة المستدامة و سعينا إلى ازدهار و تعزيز قدرة الفلاحين في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

الزراعة الدقيقة واستخدام الطائرات المسيرة

أدخلت كوسومار استخدام التكنولوجيات الحديثة من خلال استخدام طائرات بدون طيار مجهزة بكاميرات وبرمجيات لتدبير محاصيل الشمندر السكري، في إطار مشروعها “فلاحة من الجيل الرابع”.  تسمح طريقة مراقبة قطعة الأرض هذه بالكشف المبكر عن الأعشاب الضارة والأمراض والحشرات والآفات، بالإضافة إلى التحديد الدقيق لأنواع الآفات. وبالتالي، يسمح استخدام الطائرات بدون طيار بتحسين نجاعة العمليات عن طريق اختيار منطقة المعالجة ومبيدات الأعشاب بطريقة دقيقة اعتمادًا على وجود أو عدم وجود بعض الأعشاب الضارة، وبالتالي تقليل التكاليف على الفلاحين مع حماية البيئة بفضل تخفيض كميات المدخلات المستعملة. ويتيح هذا البرنامج تحقيق مكاسب تتراوح بين 800 و 1.500 درهم للهكتار الواحد لصالح الفلاح.  كما تستخدم الطائرات المسيرة أيضًا لحساب عدد النبتات للهكتار والتحكم بإنتاجية القطع الأراضية بدقة عالية.

علاوة على ذلك، فإن تركيب الخلاطات الذكية SMART BLENDERS، المنتشرة في جميع المناطق، يضمن استفادة كل حقل من الأسمدة المصممة خصيصًا له، والتي تتكيف مع متطلباته المحددة، مما يؤدي إلى انخفاض بنسبة 25٪ في نفقات الأسمدة.  وقد تم توسيع نطاق اختبار التربة ليشمل كافة المناطق بفضل إحداث المعمل المركزي للمجموعة بمنطقة تادلة.  هذا المركز قادر على معالجة 200 عينة من التربة يومياً، مما يتيح الفرصة لتطوير خلطات الأسمدة المناسبة لكل حقل على حذا.

ان قطاع السكر سيعمل باستمرار وفق خطة استراتيجية من أجل تحقيق زيادة مستمرة في دخل الفلاحين الشركاء من خلال تحسين القدرة التنافسية وربحية النباتات السكرية، وبهذا الصدد نود أن نشكر جميع السلطات الوطنية والجهوية على الدعم الكبير الممنوح للرفع من الإنتاج الوطني للسكر، تعزيز ا لدوره في المساهة في تحقيق السيادة الغذائية لبلادنا ولكونه قاطرة أساسية للتنمية الجهوية المستدامة. 

مخطط إنعاش زراعة قصب السكر

ومن الركائز الأساسية لاستراتيجيتنا خلال هذا الموسم الفلاحي “خطة إنعاش زراعة قصب السكر” الجديدة المبرمة في إطار الشراكة بين الدولة وقطاع السكر والتي سيتم العمل عليها خلال 4 سنوات المقبلة. وبذلك سيتم منح دعم مادي قدره 8.000 درهم للهكتار الواحد للفلاحين من أجل مزارع قصب السكر الجديدة. وينضاف هذا الدعم الإضافي الممول بشكل مشترك من قبل الدولة ومجموعة كوسومار إلى المنحة المعتادة البالغة 6.000 درهم للهكتار الممنوحة من قبل الدولة، مما يعني مساعدة إجمالية قدرها 14.000 درهم عن كل هكتار من قصب السكر مزروع حديثا. وفي هذا الصدد، تود مجموعة كوسومار أن تعرب باسم كامل قطاع السكر عن شكرها الصادق لوزارتي الفلاحة والاقتصاد والمالية.

طموحنا هو زراعة 3.000 هكتار إضافية كل عام، مقسمة بين 2.000 هكتار في منطقة الغرب و 1.000 هكتار في اللوكوس.

ويندرج هذا المخطط في إطار رؤية متوسطة المدى لتوسيع مساحة زراعة قصب السكر لبلوغ 12.000 هكتار في أفق 2030، وذلك انسجاما مع التزامات عقد برنامج قطاع السكر. 

*محمد بودويرة / هشام الشواش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *