جواد مكرم

على بُعد بضعة أسابيع فقط عن انعقاد المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، أكد الأمين العام للحزب حكيم بن شماش، تمسكه بنطاق التحالفات السياسية التي سطرها الحزب وصادق عليها لحظة التأسيس(2008)، أي التحالف مع الأحزاب السياسية التي لا تتخذ من الدين مطية لممارسة العمل السياسي وتحقيق أغراض وأهداف لا علاقة لها بالمشترك الروحي لكل المغاربة.

وانطلاقا من هويته، باعتباره حزبا حداثيا ويمتح من مقومات الأصالة المغربية في الوقت نفسه، أكد بن شماش تمسكه بالبقاء وفيا لكل التحالفات الممكنة مستقبلا مع أحزاب الصف الديمقراطي، مُجددا رفضه التحالف مع القوى التي توظف الدين في المجال السياسي. 

واعتبر الأمين العام للحزب، وهو يستحضر مختلف الاستحقاقات الهامة المقبلة، أن أحزاب الإسلام السياسي وكل التنظيمات التي تستغل المرجعية الدينية لنيل مواقع انتخابية ومصالح دنيوية لا مكان لها في تحالفات (البام).

وأوضح بن شماش، في وثيقة “طريق الانبعاث”،أن الحزب يقطع الطريق بذلك على من يريد، داخل التنظيم، مراجعة هذا الموقف المبدئي للحزب، الذين لا يستبعدون فكرة التحالف مع قوى الإسلام السياسي.

بنكيران رفقة القيادي البامي وهبي
بنكيران رفقة القيادي البامي وهبي

وأبرز الأمين العام أن الحزب يمد يد التحالف والتعاون والتنسيق والشراكة إلى كافة الأحزاب السياسية الحاملة لمشاريع سياسية دنيوية، متى التقت مع “حزبنا حول قيم مشتركة للمشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، أو حول أرضيات تتعلق بخيارات سياسية، اقتصادية واجتماعية وثقافية مشتركة، أوحول قضايا محددة (مشاريع أو مقترحات قوانين أو قضايا مجتمعية أو سياسات عمومية، يمكن أن تكون محلا لبناء ائتلافات موضوعاتية”.

و يمد الحزب وفق بن شماش،  يد التعاون والتنسيق والشراكة إلى النسيج المدني الديمقراطي الحداثي الحامل للقيم نفسها، والمشتغل على تنمية المواطنة والمشاركة السياسية والحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية و الثقافية والبيئية والتنمية المجالية المستدامة، والساعي إلى تطوير توسيع وترسيخ الصف الحداثي والتجاوز التدريجي للقواعد السياسية المرعية في مراحل سابقة، وذلك على قاعدة بناء تحالفات أو ائتلافات موضوعاتية أو مجالية مرتكزة على تعاقدات شفافة وواضحة وباحترام استقلالية الفاعلين الحزبيين وغيرهم، واحترام أدوارهم الدستورية. 

ويترتب على هذه الرؤية، بحسب بن شماش، ألا تحالف مع حاملي مشاريع سياسية تستغل الرأسمال الرمزي للدين الإسلامي المشترك بين جميع المغاربة. وكل من يوهم، من حزبنا، الرأي العام، بإمكان تغيير هذا الموقف الثابت، فهو لا يمثل خط الحزب، ولا يعدو تمثيل رغباته الذاتية التي لا تعني مؤسسات الحزب في شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *