يبدو أن إرسال المؤثرين إلى التظاهرات الرياضية الدولية التي يشارك فيها المغرب، أصبحت قاعدة، رغم استنكار الصحفيين المهنيين الذين يتم إقصاؤهم بشكل ممنهج.

فبعد مونديال قطر جاء الدور على مونديال السيدات الذي تستضيفه مناصفة أستراليا ونيوزيلندا، حيث تم إرسال مؤثرين لتغطية هذا الحدث العالمي الذي يعرف مشاركة المغرب لأول مرة في تاريخه.

ورافق إرسال ودعم فريق من “المؤثرين” لحضور كأس العالم للسيدات، مقابل إقصاء صحافيين مغاربة من التغطية، جدلا كبيرا في صفوف عدد من الصحافيين، الذين تساءلوا عن المسؤول عن منح بعض هؤلاء اعتماد من أجل تغطية هذا الحدث الكروي، الذي يشارك فيه المنتخب المغربي لأول مرة في تاريخه.

واستغرب صحافيون ونشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، من المراهنة على أشخاص لا علاقة لهم بالرياضة أو بكرة القدم لنقل أحداث كأس العالم للسيدات للجمهور المغربي، بدل الإعتماد على الصحافيين الذين قضوا مسيرتهم المهنية في تغطية هكذا أحداث، علما أنها المشاركة الأولى للمغرب في مونديال السيدات ما يتطلب تغطية ومواكبة مهنية.

واعتبروا، اعتماد جهات على غير الصحافيين في تغطية أحداث عالمية بالخصوص، إهانة للمغرب ولقطاع الصحافة، فضلا عن كونه انتحال لصفة ينظمها القانون ويكون عادة بتزكية من مؤسسات إعلامية عمومية، كما هو الشأن بالنسبة للقناة الثانية “دوزيم” التي سمحت لـ”مؤثرين” وممثلة، بتمثيلها في هذا المحفل العالمي، مقابل تقليص عدد الصحافيين.

وشدد صحافيون، على أن مشاركة “مشاهير السوشيال ميديا” في تغطية الأحداث الرياضية العالمية بدعم من مؤسسات عمومية تمول بأموال الدولة، هو أيضا اعتداء على كرامة صحافيات وصحافيي هذه المؤسسات بشكل خاص وقطاع الصحافة في المغرب بشكل عام، ويقلل من قيمة البلاد أمام العالم، وذلك في ظل افتقار هذه التغطيات للمهنية، وتركيزها على جلب المشاهدات ودر الربح على أصحابها حتى ولو اقتضى الحال “التهريج” رغم الخسارة.

كما وُجهت أيضا، انتقادات لاذعة لبعض جمعيات الصحافة الرياضية بخصوص منح بطائق الانخراط لبعض المنتسبين لها، وذلك على خلفية مشاركة مؤثر معروف في شبكات التواصل الاجتماعي بلقب “مول القرد”، في تغطية هذا الحدث، وحضوره الندوة الخاصة بلبؤات الأطلس المشاركات في المونديال التي سبقت مباراتهن ضد ألمانيا، باعتماد من إحدى الجرائد الإلكترونية وفق ما كشفه في تصريح صحفي، وهو ما أثار أيضا ضجة كبيرة على “فيسبوك”.

وفي هذا الإطار، علقت حنان رحاب، القيادية بالنقابة الوطنية للصحافة، على ظاهرة الاعتماد على المؤثرين في تغطية تظاهرات عالمية.

وكتبت في تدوينة عبر حسابها على “فيسبوك”: “اليوم الزملاء ديالنا يتساءلون أين المجلس الوطني للصحافة وأين النقابة الوطنية للصحافة المغربية في واقعة مشاركة ” المخربين /ماشي مؤثرين” كصحافيين في تغطيات منديال استراليا.. مزيان بزاف هذا السؤال وحنا معاكم فيه.. وندين مشاركة هؤلاء وحملهم لشارات الصحافة.. ولكن.. سمحموا ليًا”.

وأضافت: “اجي نسولكم ونكونوا صرحاء مع بعضنا : واش ماشي حنا اللي قابلين علينا هذا الذل “اللي اصيب المهنة” … كيفاش بجمعيات هي اللي تعطي الحق في تغطية المباريات واللي عنده بطاقة الجمعية ويمكن يصبح غدا صحافيا وسط الملعب … جاوبنا واش ماشي من هنا غادي يدخلونا ” المخربين ماشي المؤثرين “.

وتساءلت: “اجي نسولكم.. علاش تتقبلوا يكون في تغطيات واحد ليس لديه بطاقة صحافة مهنية جالس حداكم داير بادج ديال الصحافة وعنده اعتماد ديال شي جمعية ولا ديال شي مؤسسة مجهولة.. ماهي حتى ديال موقع اخباري…”.

من جانبه علق الإعلامي رضوان الرمضاني، على الضجة التي أثارتها تغطية الملقب بـ”مول القرد” لمونديال السيدات، قائلا: “العام كامل والأغلبية كتسب في الإعلام المغربي، وكتطلّع فقنوات يوتيوبية وصفحات فايسبوكية، ونهار الزميل مول القرد مشى يغطي مونديال النساء ناضت هاد الأغلبية كتقول علاش ما مشاوش الصحافيين”.

وأضاف في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”: “ياك كتقولوا أصلا ما عندناش صحافة… إيوا يمشي مول القرد آش فيها؟ غير وكان راه مول القرد وموالين شلَّا حاجات نتوما اللي صنعتوهم، ونتوما اللي كنتو كتقولوا هو وغيرو هوما صوت الشعب”.

وختم تدوينته: “دابا راه ما وقع والو… غير صوت الشعب شخصيا مشى لاستراليا… سمعوا وتفرّجوا فصوتكم دابا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *