تابعت الحلقة الأولى من برنامج يعده إلياس العماري على أمواج كاب راديو التي استضاف فيها أدونيس، ورغم أنني لا أطيق تفاهة هذا الشخص فقد حملت نفسي فوق طاقتها وجعلتها تتابع الحوار رغم أنفها.

ما استغربت له هو الطريقة التي أجرى بها إلياس المقابلة، إذ بدا مثل تلميذ يقرأ في ورقة ويتلعثم وهو يمجد أدونيس حتى إنه قال إن الكرة الأرضية تعرفه.

الإعلامي الجيد لا يقرأ في ورقة وهو يحاور، وهذه بداية سيئة للبرنامج.

إلياس قدم أدونيس باعتباره مفكرا، هذا يعني أنه لا يعرف أدونيس ولم يقرأ له وإنما هو منبهر بالاسم فقط.

ليس لدى هذا الشخص فكر حتى يوصف بالمفكر، ولا له إنتاج فكري؛ وإنما له كتابات نقدية في الشعر وبوهيميات سوريالية مأخوذة من هنا وهناك.

ومع ذلك لم يسأله إلياس في القضايا المهمة إذا كان يعتبره مفكرا؛ بل دار حول أمور شخصية تافهة فجاءت إجابات أدونيس وكأنها كلام شوارع.

كنت أتمنى من إلياس أن يغوص في القضايا الهامة؛ أن يسأله عن مساره في الجامعة الأمريكية؛ أن يسأله عن أطروحته الجامعية “الثابت والمتحول” ومن ساعده في كتابتها؛ ولماذا أشرف عليه رجل نصراني وقدم له الكتاب هو القسيس بولس نويا؛ وعن سرقاته الشعرية؛ وعن رأيه في أمور كثيرة.

ولكن للأسف جاء الحوار مغازلة مضحكة.

وأخيرا نرجو أن نعرف كم قبض أدونيس من أموال المغاربة في زيارتين متتابعتين للمغرب بينهما أيام فقط؛ فقد حضر في معرض الكتاب بالرباط قبل أسابيع ثم عاد ليحضر مهرجان تاويزا؛ فقط ليثرثر.

*إدريس الكنبوري / كاتب ومفكر مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *