مع فتح صدر الأضحية، تسارع الأسر إلى إيصال رأس الخروف عند كوانين نار، في الأحياء الشعبية، لشباب يحترفون شي الرؤوس، مهنة عمرها يوم واحد، فيما تفضل نسوة التعامل مع الموضوع منزليا، بتحضير رأس الأضحية.

الرباط/ سلا عادل الزبيري 

عندما دقت السابعة والنصف صباحا، رفع المؤذن بإقامة صباح عيد الاضحى، بعد مرور أكثر من ساعة في التكبير، من آلاف المصلين في أحد ساحات مدينة سلا بقرب العاصمة المغربية الرباط 

بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا، عاد المغاربة إلى المصليات، نساء يسابقن الرجال، وأطفال صغار يتعلمون المشي ربما لأول مرة بالبلغة، حذاء المغاربة التاريخي.

ينفض المصلون بعد ركعتين اثنتين من صلاة، وبعد خطبتي العيد، سيرا على سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في العيد، ليقصد المصلون بيوتهم، لأن أمامهم يوما طويلا في انتظارهم.

تتوقف الحركة بالكامل في مدن وقرى المغرب، الكل يعيش طقوس ذبح وسلخ خروف عيد الأضحى؛ سكاكين طويلة للذبح، وأخرى قصيرة يستعملها رب الأسرة أو القصاب المتخصص، لإزالة بطانة الصوف عن جسد الأضحية، أجواء الفرح، والكل في المنزل منخرط في هذه الأجواء الاحتفالية.

مع فتح صدر الأضحية، تسارع الأسر إلى إيصال رأس الخروف عند كوانين نار، في الأحياء الشعبية، لشباب يحترفون شي الرؤوس، مهنة عمرها يوم واحد، فيما تفضل نسوة التعامل مع الموضوع منزليا، بتحضير رأس الأضحية.

فيما يتكلف أحد أفراد الأسرة بإعداد المجمر، أي نار يجري اشعالها في إناء معدني أو من طين، من أجل أول طبق شواء في عيد الأضحى عند المغاربة.

تنغمس نسوة مغربيات ماهرات في بيوتهن، في تحضير الشواء الأول من قطع الكبد، الملفوف بغطاء خارجي من الشحم، لترتفع أعمدة دخان فواح، سرعان ما يعلن بداية مهرجان الشواء احتفالا بالأضحى، أو كما يسميه المغاربة  بالعيد الكبير.

لا يمكن قياس فرحة المغاربة في هذا العيد، يمضون النهار في الذبح وفي السلخ، وبسبب حرارة الطقس، تسارع الأسر المغربية إلى تقطيع الأضحية من أجل بداية عملية التخزين في المجمد.

يتوقف إقبال المغاربة على منصات وتطبيقات التواصل، لأنهم في تواصل تاريخي مع عادات الأجداد، فقليل من الشباب من يوثق مشاهد من العيد الكبير المغربي.

تحتفظ أسر قليلة بعادة إعداد القديد اي اللحم المجفف، بينما تعمد أسر أخرى إلى توجيه كمية من اللحم لإعداد الكفتة، بينما تحافظ أسر على سر وصفة تحضير الخليع المغربي، لوجبات الفطور خصوصا في صباحات الشتاء المقبل.

لا تنطلق المعايدات الحضورية في عيد الأضحى عند المغاربة، إلا في اليوم الثاني، فتتبادل العائلات الزيارات المصابحة بحفلات الشواء وأطباق اللحم المطهو بالفواكه الجافة، واللحم المبخر المتبل بالملح وبالكمون، في جلسات تنطلق صباحا باكرا لتنتهي مساء.

يربط المغاربة تاريخيا بين عيد الأضحى وبين مهرجان حقيقي للأكل، لذلك لقب المغاربة هذا العيد بالكبير، لأن فيه ولائم تستمر أسبوعا على الأقل بأصناف من لذيذ الوجبات على أساس أن يكون اللحم مكونا رئيسيا.

*ملاحظة: كل الشكر الجزيل للحاج عبد الله صاحب القلب الكبير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *