لا أزعم  علاقة وطيدة مع الراحل خليل الهاشمي الإدريسي، بيد أننا كنا نعرف بعضنا بعضاً من مختلف المواقع، وبيننا الكثير من الود والاحترام المتبادل.

لا أنسى قط ثلاثة مواقف.

* في المرة الأولى، عندما أصدرت كتاب “صحافة تأكل أبناءها”، التقيته في مقر وكالة المغرب العربي عندما ذهبت لتغطية لقاء صحافي، سمعت منه تنويها بالكتاب، لكنه أبدى تحفظاً على ما أعتبرها “مذكرات  قبل أوانها”، مشيراً إلى أن المشوار ما يزال طويلاً ولم يأت بعد موعد كتابة “المذكرات”، كان رأيي أن الكتاب ليس مذكرات بل هي إضاءات عن مسار مهني.

* في المرة الثانية عندما كنت بصدد إصدار صحيفة “العاصمة بوست”، والتقيته بصفته المدير العام للوكالة، بشأن التعاقد معها للحصول على خدماتها، وكان كريماً واقترح عقداً سخياً استفادت منه الصحيفة كثيراً في انطلاقتها وأتذكر جملة قالها مازحاً “يبدو أنك لا تتعب من المغامرات المهنية”، وعقبت بالجواب الذي أقوله دائماً ” الصحافي يتقاعد في قبره”.

* المرة الثالثة عندما اقترح علي أن أكون ضيف الوكالة بمناسبة مرور 60 سنة على تأسيسها، قدرت عالياً تلك المبادرة، إذ إن جانبها المعنوي يفوق كل شيء. أتذكر أنه قال لي بعد انتهاء اللقاء الذي أعقبه حوار مع الحاضرين “كنت رائعاً ..برافو”، ثلاث كلمات ستبقى في ذاكرتي إلى الأبد.

رحمة الله عليك أيها الرجل الودود، والتعازي القلبية لأسرتك الصغيرة والكبيرة.

طلحة جبريل: كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *