هل “تطاول” الرجل الرابع في هرم الدولة على اختصاصات الملك؟
وأقصد هنا السيد النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين..
حصل هذا عندما أدلى ميارة، في نهاية هذا الأسبوع الذي ودعناه، بتصريحات أثارت بعض “اللبس” وربما حتى بعض “سوء الفهم” حول العلاقات المغربية الإسبانية..
السيد ميارة أقحم ربما نفسه في شأن ديبلوماسي هو أكبر منه وفي فترة دقيقة وحساسة تجتازها حاليا العلاقات مع إسبانيا..
بعض الأنباء تلمح في هذا المنحى إلى النعم ميارة قد يكون وضع “جهات عليا” في البلد في “حرج حقيقي” وهو يتحدث وبلا تحفظ وفي هذا “التوقيت غير المناسب” عن حتمية استرجاع المدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة ومليلية “بدون اللجوء إلى لغة السلاح“..
أكثر من هذا، فقد تحدث ميارة عن ملف سبتة ومليلية وبدا كما لو أن له “رسائل” أو “تعليمات عليا” من الجهة الوصية على الحقل الديبلوماسي للبلد لكي يتحدث في هذا الملف..
وفعلا فقد دعا ميارة المغاربة المقيمين بإسبانيا للانخراط في الأحزاب السياسية الإسبانية في أفق تغيير المواقف لصالح القضايا المغربية لأن عودة سبتة ومليلية إلى الوطن، في نظر ميارة، هي مسألة وقت ليس إلا..
وظني أن هذا الكلام حول “تحرير سبتة ومليلية” بالمفاوضات وليس بالسلاح هو عادي ومفهوم ومتفهم إذا ما قاله صحافي مستقل أو صوت معارض أو ناشط حقوقي أو سياسي غير مطوق بواجب التحفظ..
لكن أن يقول هذا الكلام رئيس مؤسسة دستورية تشرع للبلد والرجل الرابع في هرم الدولة المغربية فهذا معناه أن الخارجية المغربية ستبدو، لشركائنا في أوربا وغير أوربا، كما لو أنها تسير ربما بأكثر من رأس؟
شخصيا الذي أعرف عن ميارة، الذي يكلف ميزانية الدولة غاليا، أنه خبير في أعمال البستنة والتشجير والنباتات..
أما الديبلوماسية والعلاقات الدولية فلها خبراؤها ورجالاتها وسادتها وعقلاؤها..
مصطفى الفن
نشر جريدة أذار
قضية تحرير سبتة ومليلية.. هل “تطاول” ميارة على اختصاصات الملك؟