أثارت قرارات النظام الكابرانات الجزائري المتعلقة بتعليق تعبئة زيت المائدة في عبوات 5 لتر والسميد في أكياس 25 كلغ، جدلا واسعا في الجزائر، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث يزداد الطلب على هذه المنتجات.

ولكن بعد أقل من 24 ساعة، عاد النظام الجزائري العسكري عن قراره بتعليق تعبئة هذين المنتجين وأعلن عن استمرار إنتاج وتسويق الزيت في عبوات 5 لتر والسميد في أكياس 25 كلغ.

وأوضح مدير تنظيم الأسواق بوزارة التجارة وترقية الصادرات في الجزائر، أحمد مقراني، أن الإفراط في اقتناء الحجم الكبير من المواد المذكورة، يمكن أن يتسبب في تذبذبات في السوق، مشيراً إلى أن التعبئة ستقتصر على أحجام 1 و2 و5 و10 كلغ فقط مقابل التخلي عن أكياس 25 كلغ، وسيتواصل تعبئة مادة الزيت في قارورات 1 و2 لتر، مع تعليق التعبئة في عبوات الحجم الكبير بسعة 5 لتر.

وعبر الناشط السياسي الجزائري، وليد كبير، عن سخريته من تخبط وارتباك العسكر في اتخاذ القرارات، واصفاً إياهم بـ “العصابة” التي حولت الجزائر إلى زريبة، ومعبراً عن استغرابه من إلغاء القرار بتعليق تعبئة هذين المنتجين خلال أقل من 24 ساعة.

وقد أثار قرار تعليق تعبئة زيت المائدة والسميد في الأحجام الكبيرة جدلا واسعا في الجزائر، حيث اعتبره البعض تدبيرا مناسبا للحد من التهريب والاحتكار، فيما رأى آخرون أنه سيزيد من صعوبة الوصول إلى هذه المواد الأساسية للمواطنين العاديين، خاصة في شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا في الطلب عليها.

وتعتبر الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الجزائر عاملا رئيسيا في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، حيث يطالب المتظاهرون بإصلاحات اقتصادية وسياسية شاملة، وتحسين مستوى المعيشة والحد من الفساد.

وتشهد الجزائر في الوقت الحالي تحولا سياسيا واقتصاديا مهما، بعدما تم إجراء انتخابات رئاسية في ديسمبر 2019، تم خلالها انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون، الذي تعهد بإجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية واسعة، لكنها لم تحقق حتى الآن تقدما يذكر في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.