أطلقت منظمة “آفاز” التي تناضل من أجل  قضايا البيئة وحقوق الإنسان وحرية التعبير والفساد والفقر، حملة جديدة من أجل إيقاف تدمير الغابات حول العالم.

على الرغم من عضويتي في هذه المنظمة العالمية التي تأسست عام 2007، لكن امتنعت هذه المرة من التوقيع على عريضة “آفاز” بشأن الغابات، وهو موقف رمزي، ولن يغير شيئاً.

سأشرح، لكن قبل ذلك، تجدر الإشارة إلى أن “آفاز” نجحت قبل سنتين في إطلاق أكبر حملة بيئية عامة في التاريخ، بعدما أغرقت الاتحاد الأوروبي بالرسائل المطالبة بحظر بيع المنتجات المّضرة للغابات.

ويعمل الاتحاد الأوروبي حالياً على إعداد قانون خاص بهذه القضية.

الحملة الجديدة ضد تدمير الغابات موجهة للكونغريس الأميركي.

العريضة

تقول العريضة: “تدمير الغابات مستمر في جميع أنحاء العالم لإنتاج المزيد من اللحوم وزيت النخيل والكاكاو والورق والأخشاب، ويدرس مشرعون في الولايات المتحدة المصادقة على قوانين جديدة من أجل حظر دخول المنتجات القاتلة للغابات إلى الأسواق الأميركية “.

يقول نداء “آفاز”: “علينا تسليم عريضة شعبية ضخمة إلى المشرعين الأميركيين للضغط عليهم من أجل تمرير هذه القوانين بسرعة“.

الآن اشرح لكم لماذا امتنعت عن التوقيع على هذه العريضة وأرسلت رسالة إلى “آفاز” بهذا الصدد، أشرح وأوضح.

كما تلاحظون تعتقد المنظمة إن تدمير الغابات مرده إلى إنتاج المزيد من “اللحوم وزيت النخيل والكاكاو والورق والأخشاب”.

لكن عندما وضعت الورق ضمن مسببات تدمير الغابات، سيعني ذلك أن استعمالات الورق في طباعة الكتب والصحف ستتضرر من هذه الحملة إذا نجحت في تحقيق مراميها، وفي ظني أنه لا يمكن لصحافي وكاتب أن يضع “الزيوت والكاكاو والأخشاب” في المرتبة نفسها التي تحظى بها الكتب والدفاتر والصحف.

في إطار موجة الغلاء المتفاقمة تزداد أسعار المواد الأولية ارتفاعاً بسبب الجائحة والحرب بين روسيا واوكرانيا، وفي هذا السياق عرفت أسعار الورق زيادات متوالية، بحيث أصبح إصدار الكتب والصحف مكلفاً، وعندما نتحدث عن الكتب نتذكر أن ارتفاع أسعار الكتاب المدرسي والجامعي والدفاتر على سبيل المثال، سيؤدي حتما لإثقال كاهل الأسر والطلاب بأعباء جديدة.

ثم هناك مسألة أخرى، مفادها أن أكثر البلدان التي يمكن أن تتضرر من هذه الحملة هي الصين أكبر منتج للورق في العالم، وبالتالي تطرح أسئلة بشأن دوافع هذه الحملة، وما إذا كانت في بعض جوانبها ذات طابع سياسي .

تعد الصين والولايات المتحدة واليابان هي أكبر ثلاث دول منتجة للورق.

تمثل هذه البلدان نصف إجمالي إنتاج الورق في العالم، بينما تظل ألمانيا والولايات المتحدة أكبر مستوردي ومصدرين للورق.

هذه هي حقائق الأشياء.

*طلحة جبريل: كاتب /صحفي       

*الصورة من أمام متحف نيوزيم في واشنطن الذي يهتم بالصحف الورقية في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *