كشفت إحصائيات رسمية أن 1257 مهاجرا غير نظامي تمكنوا من الدخول إلى مدينة مليلية المحتلة، خلال السنة الجارية(2022)، أي بمعدل خمسة مهاجرين في اليوم.

ويمثل هذا الرقم، وفقًا للأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية، ارتفاعًا بنسبة 27% تقريبًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، عندما تم إحصاء دخول 993 مهاجرًا غير نظامي.  

ويستعمل المهاجرون غير النظاميين المعبر البحري بشكل متزايد، حيث تم تسجيل دخول 111 شخص خلال الفترة ما بين1 يناير إلى 15 شتنبر.

ورغم ذلك، فإن المعبر الحدودي البري هو الذي يواصل تسجيل العدد الأكبر من المهاجرين غير النظاميين، وتحديداً 1146، بزيادة قدرها 15.9%.

وتعتبر مليلية إلى جانب مدينة سبتة، منفذا أساسيا لدخول المهاجرين غير القانونيين الذين يخططون للانتقال نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.

ويلعب المغرب دورا محوريا في التصدي لتدفق المهاجرين غير القانونيين نحو الثغرين المحتلين.

ولولا دور المغرب الفعال في مكافحة شبكات الهجرة السرية، لكانت أوربا تشهد تدفقات كبيرة للمهاجرين غير القانونيين، الذين يعبرون إلى القارة الأوربية عبر الثغرين المحتلين مليلية وسبته.

وكان خالد الزروالي، مدير إدارة الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، كشف أن قوات الأمن المغربية “أجهضت  40.600 محاولة للهجرة إلى أوروبا ، بزيادة قدرها 11% مقارنة بعام 2021 ، وأنقذت ما يقرب من 7000 مهاجر حاولوا العبور بحرا ، وتفكيك 124 مهاجرا. شبكات التهريب“.

وبالنظر إلى هذا الدور الأساسي للمغرب، فإن بروكسيل خصصت اعتمادات بقيمة 500 مليون يورو لتمكين المغرب من محاربة الهجرة غير القانونية.

واعتبر الزروالي، أن المساعدة التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للمغرب لمكافحة الهجرة غير النظامية ، والتي تبلغ 500 مليون يورو على مدى سبع سنوات ، لا تكفي لتغطية نفقات الدولة، والتي تبلغ 427 مليون يورو سنويا.

وأضاف الزروالي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية(إيفي)، أنه في إطار التعاون الجيد وحسن الجوار والمسؤولية المشتركة، “نعتبر أن ما تم تخصيصه في هذا الإطار أقل مما هو مطلوب“.

وأوضح الزروالي أن المغرب لا يجعل المساعدة المالية شرطا لمواصلة الجهود لمكافحة الهجرة.

وأكد أن “أوروبا شريك استراتيجي، ونحن لا نحول قضية الهجرة إلى نقود. نحن دولة مسؤولة سواء كانت هناك مساعدة أم لا، “سيواصل المغرب ما يجب القيام به“.

وكمثال على الجهود الاستثنائية التي يقوم بها المغرب في مجال التصدي لتدفق الهجرة غير القانونية، ما حدث في 24 يونيو الماضي ، حيث حاول ما يقرب من 2000 مهاجرا ينتمون لدول جنوب الصحراء، اختراق السياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة ، وهو ما أدى إلى مقتل 23 شخصًا بسبب الاختناق جراء التدافع الشديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *