إعترف الاتحاد الأوروبي، أخيرا، بالدور المحوري الذي يلعبه المغرب في مجال التصدي للهجرة السرية، وخصص له 500 مليون يورو لمواجهة هذه الظاهرة.

وتعتبر بروكسيل أنه لولا جهود المغرب ل”غرقت اوروبا بالمهاجرين”، ولذلك لم تتردد في تخصيص 500 مليون يورو للمغرب لمواجهة “الأخطار المتزايدة للهجرة غير النظامية”، حسب تعبير يومية الباييس الواسعة الانتشار.

 إن الهجرة السرية تؤرق الأوربيين .

وأكثر ما تخشاه بروكسيل هو أن تتخلى الرباط عن التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة ومراقبة الحدود، لأن ذلك يعني العبور “الحر” لآلاف المهاجرين نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، وهذا هو الكابوس الذي يطارد الاتحاد الأوربي.

بالنسبة لبروكسل ، بحسب الباييس،  التي خصصت أخيرًا حيزا  هاما من صفحتها للحديث عن فضائل المغرب في مجال التصدي للهجرة السرية، من خلال مقال افتتاحي، أصبحت الرباط  “حليفًا استراتيجيًا وملتزمًا” لوقف تدفقات الهجرة غير النظامية التي تصل من الضفة الجنوبية للمتوسط.

لذلك، فإن الاتحاد الأوربي يسعى إلى مواصلة تعزيز هذا التعاون في المستقبل.

في بداية شهر يوليوز، أدت الزيارة المشتركة للمفوض الأوروبي للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون، ووزير الداخلية الإسباني فرناندو غراند مارلاسكا، إلى إطار عمل جديد لمكافحة شبكات الاتجار بالبشر يتضمن مسألة الدعم، من أجل مراقبة الحدود والتعاون والتوعية بأخطار الهجرة غير النظامية “.

في إطار هذه الإستراتيجية الرامية إلى تعزيز العلاقة بين الرباط و بروكسل، تضع المفوضية الأوروبية اللمسات الأخيرة على قرار يقضي بالزيادة في الدعم المالي الموجه للمغرب ليصل إلى 500 مليون يورو على مدى السنوات الخمسة المقبلة.

هذه زيادة وصفها مقال الباييس بالكبيرة، أخذا بعين الاعتبار أن الميزانية السابقة المخصصة لقضايا الهجرة، للفترة 2014-2020 كانت في حدود 346 مليون يورو.

 إن هذا يعني اعترافا اوروبيا بالكلفة الباهظة لمحاربة الهجرة السرية.

لقد أشاد الأوروبيون بـ “جهود” الرباط التي حالت دون وصول أكثر من 26 ألف مهاجرا إلى أوربا في النصف الأول من السنة الجارية، ويثنون على قيام قوات الأمن المغربية بتفكيك 100 شبكة إجرامية للاتجار بالبشر.

*المصدر جريدة إلبايس/ ترجمة جمال بورفيسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *