أين اختفى الإمام المغربي؟ هذا هو السؤال الذي يتردد على لسان الأجهزة الأمنية والقضائية الفرنسية، بعد “فرار” الإمام حسن إكويسن نحو وجهة غير معلومة.
وجاء هذا الحادث بعد صدور قرار بترحيل الإمام إلى المغرب.
وبعدما كانت السلطات الفرنسية واثقة من قبول المغرب استقبال الواعظ حسن إكويسن، وشرعت في تنفيذ الإجراءات الضرورية لترحيل الإمام، تفاجأت باختفائه، كما تفاجأت بأخبار تم تداولها بشأن تراجع المغرب عبر مصالحه القنصلية بفرنسا عن تسليم التصريح القنصلي للإمام المغربي حسن إيكويسن المتهم بـ”التحريض على الكراهية“.
ويأتي التراجع المفاجئ للمغرب عن استقبال الإمام المثير للجدل، بالرغم من أنه كان قد أصدر تصريحا قنصليا في فاتح غشت 2022، صالح لمدة 60 يوما، يُعطي من خلاله الموافقة على استقبال هذا الإمام الحامل للجنسية المغربية بعد ترحيله من فرنسا.
ونقل موقع القناة التلفزيونية الفرنسية الأولى تصريحا لمصدر في وزارة الداخلية الفرنسية، قال فيه إنه “تم إصدار جواز المرور القنصلي في فاتح غشت 2022“.
وأضاف المصدر ذاته، “هذا التصريح صالح لمدة 60 يومًا. سيكون من غير المفهوم أن يتم تعليق تسليم هذه الوثيقة، التي ليس لها وظيفة أخرى سوى إضفاء الطابع الرسمي على اعتراف المغرب بجنسية إكويسن . وتساءل المصدر نفسه، كيف يمكننا الاعتراف بجنسية شخص ثم يتم سحب هذا الاعتراف في اليوم الموالي؟“.
من جهة أخرى، قال ابن الإمام المغربي البالغ من العمر 58 عاما ” لقد انتقل والدي إلى الخارج، هذا واضح”، لكنه استبعد وجوده في بلجيكا. وصرح الابن جوابا عن سؤال طرحته عليه صحيفة (لو باريزيان)، “بلجيكا، هذا سيفاجئني”!.
ومما عزز فرضية هروب الإمام إلى بلجيكا أن بيت الإمام لا يبعد سوى حوالي عشرين كيلومتراً عن الحدود البلجيكية، كما أن الإمام اعتاد التوجه إلى بلجيكا لإلقاء خطبه ومواعظه في هذا البلد.
ولم تعثر السلطات الأمنية الفرنسية على الإمام المتهم بـ”الكراهية والتمييز والعنف ضد الجالية اليهودية”، في بيته، حينما ذهبت لتنفذ قرار الاعتقال والطرد، بعد صدور قرار الترحيل في حقه الثلاثاء، من طرف مجلس الدولة الفرنسي.
وفي 28 يوليو الماضي، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عن اعتزام فرنسا ترحيل الإمام المغربي.
وقال إن “هذا الداعية يتبنى خطاب كراهية ضد قيم فرنسا، ويتنافى مع مبادئ العلمانية والمساواة بين الرجال والنساء، وسيتم طرده من الأراضي الفرنسية“.
وحسن إيكويسن، يبلغ من العمر 57 عاماً، وهو مزداد في فرنسا، من عائلة أمازيغية مغربية، أب لخمسة أطفال، ويقيم في منطقة لورش شمال فرنسا.
ويتوفر الإمام المغربي على قناة خاصة على “يوتيوب”، يتابعها زهاء 170 ألف شخص، وصفحته على “فيسبوك” تضم 42 ألف مشترك.