تحل اليوم الحادي والعشرين من شهر غشت، الذكرى الرابعة لرحيل الكاتب السوري الكبير، حنا مينه، قبطان الرواية العربية.

كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين وشيخ الرواية العربية الذي عاش زاهدا في أي شيء وراغبا عن كل شيء، عرفه الجميع راهبا في محراب الكتابة والنضال ضد استعمار الأجانب للأوطان، والحكام الظالمين للشعوب.

لم ينشغل يوما بالشهرة أوجمع المال أو التقرب من سلطة أيا كانت، بل كافح لكي يعيش، لكي يكتب، لكي يموت في هدوء ودون صخب.

إنه الكاتب السوري الكبير حنا مينه الذي لا تستطيع أي كتابة أن تُقيم ما سطرت أنامله كما لن يستطيع أحد أن يقول عنه أكثر مما قاله هو عن نفسه:

 “أنا كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين، فالكفاح له فرحه، له سعادته، له لذته القصوى، عندما تعرف أنك تمنح حياتك فداء لحيوات الآخرين، هؤلاء الذين قد لا تعرف لبعضهم وجهاً، لكنك تؤمن في أعماقك، أن إنقاذهم من براثن الخوف والمرض والجوع والذل، جدير بأن يضحى في سبيله، ليس بالهناءة وحدها، بل بالمفاداة حتى الموت معها أيضاً.

إن وعي الوجود عندي، ترافق مع تحويل التجربة إلى وعي، وكانت التجربة الأولى في حي (المستنقع) الذي نشأت فيه في إسكندرونه، مثل التجربة الأخيرة، حين أرحل عن هذه الدنيا، ومثل تجربة الكفاح ما بينهما، منذورة كلها لمنح الرؤية للناس، لمساعدتهم على الخلاص من حمأة الجهل، والسير بهم ومعهم نحو المعرفة، والتي هي الخطوة الأولى في المسيرة الكبرى نحو الغد الأفضل”.

إنه قبطان الرواية العربية وصاحب أجمل الروايات التي عاشت معنا سنوات طويلة من عمرنا، أديب الحقيقة والصدق، عصامي ساهم في إغناء الرواية العربية وعمل باجتهاد حتى أجاد وأبدع كتب الكثير من الروايات والقصص يتحدّث في معظمها عن البحر ويصف حياة البحارة في مدينة اللاذقية وصراعهم على متن المراكب والسفن ومع أخطار البحر. لقد أبدع في الكتابة عن البحر بروايات فيها الكثير من الصّدق والعمق والمعاناة والكفاح والواقعية والحب والجمال.

انه صاحب رواية « الياطر» و «الولاعة» و«الثلج ياتي من النافذة » و«نهاية رجل شجاع » و«الشراع والعاصفة » و«حكاية بحار الشمس » و«يوم غائم » و«بقايا صور» و«القطاف فوق الجبل» و«تحت الثلج » و«الأبنوسة البيضاء» و «مأساة ديمترو» «البحر والسفينة وهي» « حين مات النهد » وغيرها .

*محمد يزى( كتوبنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات