بعد مرور ثلاثة أسابيع على أحداث الجمعة السوداء التي أدت إلى وفاة 23 مهاجرا من دول جنوب الصحراء، حينما حاولت جموع من المهاجرين غير النظاميين قدر عددهم ب 2000 مهاجرا، اقتحام معبر مليلية، لم يعد أثر للمهاجرين في مدينة الناظور، خاصة في غابة غوروغو التي كانت تشكل معقلا لهؤلاء المهاجرين، حيث  كانوا يتخذون  منها موطنا للتجمع قبل” الزحف” على المعبر الحدودي مع مليلية.

واختفى اليوم هؤلاء المهاجرون  بعد أحداث 24 يونيو. لكنه اختفاء مؤقت ناتج عن الطابع المأساوي للاقتحام، والحملة  التمشيطية المكثفة التي قامت بها السلطات الأمنية المحلية  للغابات المجاورة للناظور قبل وقوع أحداث مليلية بساعات قليلة.

وبعد مأساة “الحي الصيني”، لم يعد هناك مهاجرون في جبل غوروغو ينتظرون لحظة القفز على السياج الحدودي مع مليلية الذي تحول إلى رمز للموت والدم. 

لقد تفرقت جموع المهاجرين في أقصى المنطقة الشرقية بين بركان وأحفير ووجدة في انتظار مرور العاصفة والعودة إلى الناظور  للقيام بمحاولات جديدة للعبور إلى مليلية.

وصل  هؤلاء المهاجرون إلى المغرب بعد رحلة شاقة ومحفوفة بالمخاطر..بعضهم فر من السجون الليبية ، حيث حاولوا بالفعل العبور إلى أوروبا عن طريق البحر. الآن يراودهم حلم العبور إلى إسبانيا عبر  مليلية، لأنه أقل تكلفة مقارنة مع استعمال قوارب الموت.

رغم صدمة 24 يونيو التي أودت بحياة  23 مهاجرا وإصابة 77 آخرين، لم يعد هناك مجال للتراجع أو التخلي عن فكرة  المخاطرة بالحياة  من أجل الالتحاق  بالضفة الشمالية للمتوسط. فالفقر والجوع أقوى من الخوف. وستكون هناك محاولات أخرى للقفز  على السياج الحدودي…المسألة مسألة وقت ليس إلا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *