أذرف هشام الدكيك دموعا على حائط المبكى. كشف عن زمن مضى، وقال بنبرة حزينة:

لم يكن عندنا ملعب ولا ماء ولا نقود. كنت أستجدي معسكرا للتدريب على قارعة الجامعة وأبحث عن فضلات تجمع للمنتخب، كنت أقضي سحابة يومي في بهو الجامعة أنتظر الرد على طلب لقاء، فيأتيني الشاوش ليطلب مني تكرار الاستجداء كل صباح“.

 بالكاد كانوا يوافقون على تجمع لإسعاف المنتخب ويختارون له مقر الهلال الأحمر المغربي.

توقف لحظة وبعد فاصل حزين استطرد مدرب المنتخب المغربي لكرة الصالات فقال: “سيدي الرئيس في زمن ليس زمنكم لم نكن نتلقى راتبا“.

كان لسان حال هشام يقول: “كنا نعيش في حب الوطن، نقتات من فضلات عهد الهشاشة“.

وقبل أن يختم مداخلته ألقى باللائمة على الفاسي الفهري وعلى الشاوش الذي كان يجدد له مواعيد الاستقبال. في زمن كانت الحقوق لا تعطى بل تستجدى بملتمس رسمي.

نسي مدرب المنتخب بأن أعضاء جامعيين كانوا ظهره الذي يستند عليه في وقت ضعفه.

نسي أن المستندات المالية تكشف عن المال الذي رصد لمنتخب كان يخرج صاغرا من كل منافسة.

سيدي هشام بالأمس كنت تستجدي تربصا واليوم تستجدي عطف سيف الكرة.

بالأمس كانت الإمكانيات المرصودة ضئيلة فكان سقف الأحلام قصيرا.

اليوم فاض شلال السيولة المالية، اعلم أن شعار المرحلة قد تغير:

زيد الما زيد الدكيك“.

*حسن البصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *