*الدكتور إدريس الكنبوري  

 

وصلني شريط فيديو لشخصين من الشباب المغاربة يقولون في دين الإسلام أشياء يندى لها الجبين. شخصان من مدمني اليوتيوب لا علاقة لهما بثقافة ولا فكر ولا علم؛ وإنما هما من الذين يركبون الموجات.

وقد حز في نفسي أن كل من هب ودب أصبح يتكلم في المقدسات ويطعن في الدين؛ بعد أن لاحظوا أن هذا المجال له سوق رائجة و”شهرة” وتمويلات. بل حز في نفسي أن كل شيئ في هذا البلد له رب يحميه؛ إلا هذا الدين؛ وإنني أتساءل:،َ بأي معنى نعتبر الإسلام في المغرب من”المقدسات”؟ وهل يسمح بالطعن في باقي المقدسات أم الإسلام وحده لا حامي له؟.

إنني أتحدى كل من يقول لي إنها حرية تعبير. ليست حرية تعبير إطلاقا. كيف يكون سوء التعبير حرية تعبير؟ وكيف يكون الضرب في مقدسات هذا الشعب حرية تعبير؟ هذه فوضى وسوء أدب وزندقة وقلة تربية. 

ما يدل على هذا أن أصحاب هذه الموضة لم يمروا من البحث العلمي ولا من قاعات الدرس ولا هم ممن عاركوا الكتاب؛ بل هم من الذين قفزوا قفزة واحدة من البيت إلى اليوتوب؛  زادهم الوحيد أكوام من الجهل وحب “البوز”؛ ولن تجد في هذا البلد عاقلا رزينا مهما كانت قناعاته الأيديولوجية يقبل بهذا.

إنه استفزاز حقيقي. هذه حرية مدمرة غير مقبولة. إن الذين فكروا في الحرية ونظروا لها كانوا يفكرون في أناس عقلاء يحسنون استعمالها؛ لا في مجانين يدخلون على الناس بيوتهم. وضعت الحرية للطعن في الظلم ونقد السلطة لا للطعن في المقدسات ونقد الحرمات. 

لقد أصبح الإسلام هو الحائط القصير الذي يجيد كل معتوه القفز عليه. وإنه لمن العار أن يقف الجميع صامتا أمام هول ما يقع. فإلى أين نحن ذاهبون؟ وما المطلوب؟. 

 هؤلاء ليسوا دعاة حرية؛ بل هؤلاء دعاة فتنة. وكما صرخ محمود درويش في الثمانينات عندما ظهرت فوضى قصيدة النثر:”أريحونا من هذا الشعر”؛ أقول: أريحونا من هذه الحرية.

*مفكر مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *