*إدريس الكنبوري 

 

اعتناق المشاهير، في الفن والرياضة والفكر، للإسلام، ظاهرة آخذة في التنامي في الدول الغربية، وهي تعكس واقع المجتمعات الغربية الباحثة عن المعنى في عالم ليس فيه سوى المادة. المفترض أن المشاهير يتمتعون بوضع مادي مريح، وببريق الشهرة الذي يجعلهم دائما تحت عدسات الإعلام وضيوفا دائمين في الملتقيات ومرحبا بهم في سوق الإشهار ونجوما أمام المعجبات؛ لذلك هم أكثر الناس توفرا على شروط “السعادة”؛ نظريا. لكن مع ذلك يظل الفراغ الروحي كبيرا. 

هناك عشرات الآلاف من المواطنين الأوروبيين الذين يعتنقون الإسلام سنويا، وهي ظاهرة مقلقة للكنيسة والحكومات وأحزاب اليمين المسيحي، وتعكس الصحف والمجلات الغربية هذه الظاهرة بين الحين والآخر؛ وهو ما جعل الكثير من الباحثين الأوروبيين يعبرون عن تخوفهم مما يسمونه”أسلمة أوروبا” ويتحدثون عن غزو إسلامي للقارة الأوروبية. وللتهرب من مواجهة الحقيقة يتحدثون عن الهجرة والمهاجرين؛ بينما الأمر يتعلق بمواطنين أوروبيين زرق العيون شهب الرؤوس، لا بمسلمين قادمين من الخارج. واليوم صار عدد المسلمين الأوروبيين يفوق عدد المسلمين المهاجرين داخل أوروبا، وهذا ما يجعل البعض يقول بأن الإسلام هو الديانة الأولى في بلد كفرنسا وليس المسيحية؛ لأن أغلبية المسيحيين غير ممارسين، لذلك يبقى المسيحيون الحقانيون أقلية في مجتمعات تتجه نحو مزيد من العلمنة. 

غير أن اعتناق المشاهير للإسلام في أوروبا هو بمثابة قنبلة؛ لأن هؤلاء لديهم محيط من المعجبين والمقلدين؛ ما يعني أن تأثيرهم يكون أكبر. 

وبينما يظهر في المجتمعات العربية أغيلمة (جمع غلام) يحاربون الإسلام ويشككون الناس في دينهم؛ هناك الملايين من الأوروبيين الذين يدخلون سنويا إلى هذا الدين، ومقابل مسلم واحد يخرج من الإسلام ويلتحق بصف الإلحاد؛ يدخل إلى الإسلام ألف مواطن أوروبي. يخرج النحاس ويدخل الذهب.

*مفكر مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *