*جواد مكرم

إنتشر خلال الساعات القليلة الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو قصير لشقيقتين مغربيتين، يصرحن بوجه مكشوف من خلاله برغبتهما في الزواج برجل واحد تكون عصمته عليهما في آن واحد، والسبب زعمهما بالقول:” ما نقدروش نتفارقوا على بعضياتنا”.

وقد أثار هذا الفيديو ردود فعل متابينة في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، التي إستهجنت غالبيتها هذا التصريح المشين، واعتبر البعض كما عاينت جريدة le12.ma  عربية أن ذلك إما يعبر عن بحث عن “البوز”، أو جهل بالدين، أو دعوة للدعارة.

ردود غاضبة

وكتب في هذا الإطار أحمد الدافري، الخبير في التواصل الاجتماعي: “وجدت هذا الصباح فيديو تتحدث فيه فتاتان تبدوان ناضجتين، وتقولان بأنهما شقيقتان، وترغبان في الزواج معا برجل واحد، لأنهما لا تستطيعان الافتراق عن بعضهما”.

وأضاف، “تعليقي على هذا الفيديو، هو أنه إن كانت هاتان الفتاتان تهزلان، وترغبان فقط في الشهرة، فقد حققتا هدفهما في زمن أصبحت فيه الشهرة في متناول كل الرديئين والرديئات.. أما إن كانتا تتحدثان بجد، وترغبان بالفعل في أن تناما مع رجل واحد فوق نفس الفراش، فإنه يمكنهما إن لم يسبق لهما أن مارستا الدعارة، تحقيق غرضهما بسهولة، من خلال امتهان الدعارة، وهي مهنة توجد في كل البلدان، بل هناك بلدان توجد فيها دعارة مُقنّنة”.

 حرام شرعا

وبعيدا عن ردود رواد مواقع التواصل الاجتماعي، جاء في حكم سابق لدار الإفتاء المصرية، أن “الجمع بين الأختين في الزواج محرم بكتاب الله تعالى حيث قال وهو يعدد المحرمات(وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف)[النساء:23] ومحرم بسنة رسول الله، ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما قالت له أم حبيبة: يا رسول الله، انكح أختي بنت أبي سفيان فقال: “أو تحبين ذلك؟” فقالت: نعم، لست لك بمخلية، وأحب من شاركني في خير أختي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن ذلك لا يحل لي” ثم قال صلى الله عليه وسلم: “فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن”.

وقد حرّم الإسلام على الرّجل الزّواج من أمه وأخته وخالته وعمته وغيرهنّ من اللاواتي يحرمن عليه، ويدخل أيضاً من المحرمات تحريم الزّواج من الأختين في وقتٍ واحدٍ وهذا الأمر يحرص عليه الرّجال من الإقتراب منه، ودائماً الإسلام واضحاً وصريحاً وله الحكمة من تحريم ما يحرم الإقتراب منه.

 

علاش حرام؟

ومهما كانت علاقة المحبة ورابطة الأخوة بين الأخوات إلا أنّ هناك دائماً تكون شرارة غيرة بينهنّ والقصد من الزّواج دائماً هو الإستقرار في وجه محبة وألفة فالمرأة تحب أن يكون زوجها لها وحدها فماذا يحصل لو تزّوج الرّجل من أختين في الوقت نفسه

سيكون هناك قطيعة ومناوشات وغيرة تحوّل حياة الزّواج إلى ضجة وجحيم ولا يكون هناك أي مودة بينهما وستخلق فتناً في جو العائلة هي في غنى عنها، لذلك حرّم الإسلام الجمع بين الأختين تجنباً للمشاكل والمشاجرات والقطيعة بين الأختين.

فالزّوج من حقه أن يرتاح في جو أسري كله ألفة، وحرص الإسلام على تقوية صلة الرّحم بين النّاس فصلة الرّحم هي أصل بنية وقوة المجتمع بشكل عام وقوة الأسرة بوجه خاص فلو جمع الرّجل بين الأختين سيؤدي ذلك إلى قطيعة في الأرحام وستبتعد الأخت عن أختها وتتولد لديها الحقد والكراهية بعد أن جمعتهما علاقة الدّم من نفس الأب والأم.

فقد نزلت آية كريمة من سور القرآن الكريم تحرّم الجمع بين الأختين في نفس الوقت وعلى ذمة رجل واحد حيث كان النّاس في الجاهلية قديماً قبل مجيء الإسلام يجمعون بين الأختين إلى أن جاء الإسلام وحرّم هذه العادة السّيئة، فلذلك على المسلم أن يلتزم بأمره الله تعالى ويبتعد عن ما يحرمه الشّرع.

هنا حلال

ويجوز أن يتزوج الرّجل من أخت زوجته في حالتين وهي عندما تكون الزّوجة الأولى متوفية أي تكون مفارقة الحياة والحالة الثّانية إذا طلق الأخت طلاقاً بائناً وأنتهت عدتها فيجوز الزّواج من أختها.

لذلك الحكمة من تحريم الجمع بين الأختين حتى يحافظ الإسلام على علاقة الألفة والمحبة وتكون مصانة بين الأختين فلو إجتمعت الأختان بيد رجل واحد سيكون هناك حسد وقطيعة فالهدف أن تحفظ دماء الأخوة مصانة فمهما كانت الأخوة كما ذكرنا إلى إن هناك شرارة غيرة بينهم لا تظهر إلا عند إشعالها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *