le12.ma-إلياس زهدي

استنكر مراكشيون “الحالة” المزرية التي أصبحت فيها مدينهم “السياحية” أول أيام العيد.

وشوهِدت أكوام من الأزبال في كل أحياء المدينة وشوارعها الرئيسية. فمن الپرانس، إلى عرصة المعاش، فالقْصبة وما تفرّق من “عاصمة السياحة” وحّدتْه الأزبال بعنوان بئيس يدلّ على الحقيقة في ما يخص بيئة محيط عيشنا.

واستنكر تجار ورواد الساحة ومحيطها “الحالة” التي استقبل بها أشهر ممرّات المدينة أول أيام العيد!..

هذه الصور، بقدْر ما تثير الاشمئزاز والقرف من سلوكات يُفترَض أنها باتت جزءا من التاريخ، بقدْر ما تضعنا في مواجهة أنفسنا في “فنّ” العيش المشترَك.

أعرف شخصا، رحمه الله، كان ليقول لو رأى هذه المناظر: ها عْلاش خاصّهوم يديرو ليها الفيزا!..

أتذكر أيضا جواب سائح (أظنّه فرنسيا) عن سؤال حول انطباعه عن الفترة التي قضاها في المغرب.. “أتساءل متى سيتمكّن المغاربة من العيش في مدنهم؟ الأوراش فيها لا تنتهي أبدا”… كان هذا السائح يتحدّث عن كلّ تلك “الأوراش” التي التي تُفتح ولا تنتهي بعد ذلك أبدا- ممّا عاين خلال زيارة له لهذا البلد السعيد..

هي أوراش تُغلَق بعد ذلك أبدا لأنّ كايْن الغش.. كاينْ اللي مستافْد من هاد الوضع اللي توخّرنا فيه فهاد لمْدينة!..

وحسبيَ… أن أسترجع مقولة مفكر عاش في “المدينة” قبل قرون. وكتب ابن خلدون (1332 -1406) ذاتَ مدنية: “السياسة المدنية هي تدبير المنزل أو المدينة بما يجب بمقتضى الأخلاق والحكمة ليحمل الجمهور على منهاج يكون فيه حفظ النوع وبقاؤه”.

وكل عيد ونحن بسلوك… متمدّن!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *