إعداد: عبدو المراكشي
هي أسماء كثيرة حلّقت بعيدا عن أرض الوطن لتصنع تاريخها في المهجر. من الرياضة إلى السياسة، فالثقافة والبحث العلمي والاقتصاد وعلم الاجتماع.. أسماء لمعتْ في شتى الميادين، فرّقتها الجغرافيا ووحّدها اسم المغرب.. ونقدّم لكم لمحة عن بعضهم في هذه الفسحة الرمضانية
ضيقة الليلة من “قصص أسماء مغربية سطعت في المهجر” تأخذنا إلى عوالم الجمال والموضة والإبهار..
عارضة أزياء مغربية بدأت شهرتها بعد مشاركتها، في 2007، في البرنامج اللبناني “Mission Fashion” في قناة “إل بي سي” (LBC) الفضائية في 2007، الذي أذهلت فيه الكل بجمالها ووقفتها ومشيتها وتفانيها في عملها كعارضة أزياء محترفة.
وتعاملت أمينة علام، بعد ذلك، مع كبريات دور الأزياء في العالم، مثل ديور وشانيل.
هكذا، إذن، بدأت مسيرتها في عالم الموضة من خلال مشاركتها في برنامج تلفزيون الواقع “ميشن فاشن” الذي أشرف عليه المصمم العالمي إيلي صعب. فبعد أن انتزعت لقب “أفضل عارضة في العالم العربي”، بدأت في المشاركة في عروض عالمية. وأتاح هذا التتويج لأمينة علام الفرصة للعمل مع مصممين عالميين، أولهم إيلي صعب. أمّا الآن فصارت تمتلك وكالة تخص المظهر والجمال باسم “The look by Amina Allam”، التي تديرها وتعمل فيها أخصائية مظهر وخبيرةَ تجميل.
قالت أمينة علام في حوار إن المغرب بالنسبة إليها يظل واحد من البلاد الآسرة التي رأتها فقط في شاشات التلفزيون أو قرأت عنها في الكتب والمجلات.. وأكدت أنها تحلم بالسفر إلى المغرب وزيارة كل تلك معالمه.
كان عمرها 12 سنة حين رآني مصور مع والدتها في “بوتيك” في الدار البيضاء وعرضَ فكرة العمل معها. وجد والداها أنها ما زالت صغيرة للعمل عارضة أزياء وطلبا منها أن تنتظر بضع سنوات. ورغم أنها كانت مولعة بالماكياج والأزياء الراقية، خاصة الأحذية، فلم يخطر ببالها يوما أن تعمل عارضة.
لكنْ بعد أن أكملت سنتها الخامسة عشرة، أتيحت لها الفرصة لتعمل في حملة دعائية، بعدما وافق والداها على عملها. وشيئا فشيئا، بدأت تتلقى عروضا من هنا وهناك.
بعد بلوغها الـ17، قررت أن تجعل عرض الأزياء مهنتها. فكان السفر إلى باريس، حيث عملت مع وكالتين مختلفتين.
جواباً عن سؤال حول أفضل وأسوأ ما في مجال عرض الأزياء، قالت أمينة علام إن عملها كعارضة أزياء أتاح لها الفرصة للتعرف على أشخاص ينتمون إلى ثقافات وبيئات مختلفة. كما أنها كعارضة أزياء، تتمكن من السفر عبّر مختلف بلدان العالم. وفيها الإطار تحدّثت عن سفرها إلى الشيلي، البلد الذي لم تتوقع أن تزوره يوما وتستكشفه.
في المقابل، قالت إن كثيرا من الناس، مع الأسف، “لا يحترمون” عارضات الأزياء بما يكفي. ولكنها أكدت أنها كانت محظوظة، لأنها كانت دائما محاطة بأشخاص يتمنون لها مزيدا من التألق. كما تحدّثت عن جوانب سلبية في السفر، الذي قد يصبح مرهقا للغاية. فعارضات الأزياء دائما ما يضطررن إلى السفر كثيرا، ما يقلل الوقت الذي ينبغي أن يقضينه مع عائلاتهن وصديقاتهن، وكان هذا النقطةَ الأصعب بالنسبة إليها كعارضة.
وعن وكالتها “The Look by Amina Allam” قالت إن فكرة تأسيس وكالة تقدّم خدمات استشارية تخص المظهر والجمال خطرت ببالها خلال عملها كعارضة. وبعد ذلك كبر المشروع يوما بعد يوم.
ولم يأت التفكير في هذا المشروع من فراغ، فقد درست فن التجميل في المغرب. وفي 2008، اقتطعت فترة استراحة من عملها كعارضة وسافرت إلى مونتريال حيث حضرتْ دورة تدريبية في كلية “إنترديك” (Interdec) وأصبحت خبيرة تجميل محترفة. حينذاك فقط، عنّت لها فكرة تأسيس وكالتها الخاصة.
جعلها عملها ودراستها مدة عشر سنوات، تقتنع تماما بأن “مظهر الشخص مجرد وسيلة للتواصل مع الآخرين، فأفضل طريقة للتعبير عن شخصية الفرد تكون من خلال مظهره”، بحسب ما قالت في الحوار ذاته. ومن هذا المنطلق، فكرتْ في أنّ بإمكانها أن تشارك بخبرتها ودراستها وبعض “الأسرار” التي عرفتها طوال مشوارها مع غيرها وتساعدهم ي تطوير مظهرهم. وقد شجعها والداها على تنفيذ هذه الفكرة.
إلى جانب الاشتغال عارضةً ثم خبيرةَ تجميل، استكشفت عوالم أخرى مرتبطة بالمجال. فقد ظهرت في بعض أغاني “الفيديو كليب” مع مطربين أوربيين وعرب، مثل المطرب فضل شاكر، الذي ظهرت معه في كليبه الأخير “ما أسعدها”. كما شاركت في فيلم “Whatever Lola Wants” الذي أخرجه نبيل عيوش. بل أبدت رغبتها في دخول غمار التخيل لو عُرض عليها “نص جيّد”.