جواد الأطلس
كما كان متوقعا.. الرجل يظهر من أول وهلة أنه مضطرب نفسيا قبل وصوله إلى هذه المرحلة المتقدمة في الهلوسة والذهاب عند الـ”FBI”.. جذور المصيبة ليست من هنا… العلة في فيسبوك.. تأمل معي.. وسيلة تواصل خطيرة جدا تزيد جرعات الجنون والكذب على النفس لتعويض نواقص الواقع لكل فرد.. كثيرون شعروا أو يشعرون اليوم بالعظمة الوهمية لتوفر ظروف الخطابة، يوفّرها هذا العالم المرئي..أي منصة وجماهير من دون منع.. بالإضافة إلى إعدادات افتراضية تمكّن المتحدث بتقمص الشخصية التي يريد وصقلها وتركيبها على المقاس المرغوب (الدور)…
هنا يبدأ الانزلاق والانجراف وراء ادًعاء المعرفة أو القيادة أو النضال، وغيرها من البطولات والأبطال الورقيين.. هؤلاء ستجدهم في الكثير من المؤسسات والمجالات، سياسية أم اجتماعية أم ثقافية.. والتعليقات هي الحطب، ذلك الحطب الذي يدفع المتحدث إلى التمادي في حمقه وجنونه أو كذبه على نفسه.. إن كان يريد أن يظهر بمظهر المثقف مثلا أو المناضل السياسي..
تخيلوا معي لو لم يكن متاحا أن ينشر سعيد ترّهاته.. لن تكون هناك إهاجة لسلوكاته ولن يصل إلى ما وصل إليه.. بما أن زملاءه ظنوا في البداية أنه يمزح وسايروه وتفاعلوا معه.. وهذا ينطبق على كثير من الشخصيات تتعاقب في “البوز” على هذا العالم المفتوح المجنون..
الحاصولْ، كثيرون تلزمهم مناعة للحديث وقت الحاجة وكبح الترّهات وقت الانجراف.. وكثيرون اليوم بيننا وجب عليهم مراجعة النفس والعودة إلى جادة الصواب.. احذروا من أنفسكم.. وأنقذوا الرجل.. والسلام عليكم..