عبدو المراكشي -le12.ma

 

تقوم الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي -المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بتنفيذ إستراتيجية وطنية تقوم على ثلاثة محاور أساسية، تتجلى في المحافظة على الهوية المغربية لمغاربة العالم وحماية حقوقهم ومصالحهم، وكذا تعزيز مساهمتهم في تنمية بلدهم الأصلي المغرب.

وتندرج هذه الإستراتيجية في إطار النهوض بأوضاع وشؤون مغاربة العالم والتجاوب مع مختلف حاجياتهم وانتظاراتهم، لا سيما في ظل التطورات المتلاحقة التي طرأت على هذه الفئة من المواطنين المغاربة والتحولات العميقة التي عرفتها دول الاستقبال على مختلف المستويات، السياسية والسوسيو -اقتصادية والثقافية.

مواكبة ميدانية

المواكبة الاجتماعية والإدارية لمغاربة العالم هي إحدى الدعائم الأساسية لتنفيذ هذه الإستراتيجية. وتسهر الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي -المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة على تنزيل هذه الخطة من خلال تنظيم العديد من الزيارات واللقاءات التحسيسية مع مغاربة في بلدان الاستقبال وفي أرض الوطن، وتعزيز حضور الوزارة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وبث وصلات إشهارية وبرامج إذاعية وتلفزية حول مختلف البرامج الحكومية الموجهة لمغاربة العالم ومختلف القضايا التي تهمهّم، سواء في أرض الوطن أم خارجه وغيرها من الأنشطة والبرامج ذات الصلة.

شباك وحيد لمغاربة إسبانيا

استحضارا للأهمية التي تجسدها المبادرات التي يقوم بها مختلف الفاعلين في تقريب الإدارة من المواطنين، خاصة مغاربة العالم، وكذا ما تقوم به القنصليات المغربية في الخارج من مبادرات في هذا السياق، مثل القنصليات المتنقلة والأبواب المفتوحة، ستنظم الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، ما بين 2 و5 ماي 2019، مبادرة “شباك وحيد متنقل لخدمة مغاربة العالم” في مختلف الدوائر القنصلية للملكة في إسبانيا والتي ستهمّ مدن مالقا، ألميريا، برشلونة، بلباو، جيرونا، لاس بالماس، مدريد، مايوركا، إشبيلية، تاراغونا وفالنسيا.

ويروم هذا البرنامج، الذي سيُنفَّذ، في مرحلة أولى، في إسبانيا على أساس تعميمه مستقبلا ليشمل دولا أخرى، إلى مواكبة وتتبع أوضاع مغاربة اسبانيا عن قرب.

ومعلومٌ أن مغاربة إسبانيا يشكلون نسبة مهمة من مغاربة العالم، بعدد يقدر بحوالي 850 ألفا، حسب السجلات القنصلية. ويسعى البرنامج، أيضا، إلى تحسيس مغاربة العالم بالقضايا التي تهمهم، سواء الاجتماعية أم الثقافية أم الاقتصادية أم الإدارية، عن طريق تعبئة مختلف المؤسسات التي تعنى بشؤون مغاربة العالم، إذ سيعرف مشاركة كل القطاعات المعنية.

الشركاء المعنيون

يهم هذا البرنامج، بحسب بلاغ للوزارة، التمثيليات الدبلوماسية والقنصلية للمغرب في إسبانية؛ وزارة العدل والحريات؛ وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء (قطاع النقل)؛ الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية؛ المديرية العامة لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة. كما يهمّ البرنامج، وفق البلاغ ذاته، كلا من المديرية العامة للضرائب، وصندوق الضمان المركزي والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

استلهام العناية الملكية

جاءت مبادرة “شباك وحيد متنقل لخدمة مغاربة العالم” استلهاماً للعناية الموصولة التي يوليها الملك محمد السادس لقضايا وشؤون مغاربة العالم، لا سيما في ما يتعلق بتحسين مختلف الخدمات الإدارية المقدمة لهم. وذكٌر البلاغ في هذا الإطار بالخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ16 لعيد العرش (30 يوليوز 2015) الذي دعا فيه الملك إلى “تحسين التواصل والتعامل مع أفراد الجالية في الخارج، وتقريب الخدمات منهم وتبسيط وتحديث المساطر واحترام كرامتهم وصيانة حقوقهم”.

وانطلاقا من تزامن تنظيم “شباك وحيد متنقل لخدمة مغاربة العالم” في إسبانية مع اقتراب عودة مغاربة العالم لقضاء عطلتهم الصيفية في أرض الوطن، سيشكل هذا الحدث مناسبة للتفاعل معهم عن قرب حول مختلف الخدمات التي تخصهم، مثل خلايا المداومة وبرامج المواكبة الصيفية خلال مقامهم في المغرب، وكذا الشباك الخاص بالمغاربة المقيمين بالخارج، والذي جرى إحداثه في مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية التي تعرف توافدا كبيرا على خدماتها من قبَل مغاربة العالم.

وستمثّل اللقاءات التي تندرج ضمن هذا البرنامج، كذلك، فرصة للتعريف بمختلف الخدمات الجديدة التي توجّهها لهذه الفئة القطاعاتُ والمؤسسات العمومية المعنية بشؤون مغاربة العالم، لا سيما بعد ملاءمتها مع حاجيات ورغبات مغاربة العالم، إذ تم توفير آليات جديدة للتعاطي مع مختلف التحدّيات المرتبطة بالخدمات المقدمة لهذه الفئة من المرتفقين.
مسؤولون يؤطرون

سيتولى تأطيرَ هذه اللقاءات، التي تترجم نهج منظور إستراتيجي جديد ومقاربة تشاركية في التعامل مع مغاربة العالم، مسؤولون في الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة.
كما سيتولى هذه المهمة مسؤولو عدد من القطاعات والمؤسسات الوطنية المعنية بشؤون المغاربة المقيمين بالخارج، بحضور أفراد الجالية المغربية وممثلي جمعيات المجتمع المدني المتواجدة في البلد المعني.

أهداف البرنامج

تتطلع الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي -المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة إلى تحقيق أهداف هذا البرنامج التي تتجلى أساسا في: تقريب الخدمات الإدارية من مغاربة إسبانيا وتسهيل الحصول عليها؛ الإنصات والتوجيه وتقديم الاستشارة حول مختلف الإشكالات والقضايا المطروحة على المواطنين مغاربة إسبانيا؛ دراسة مختلف الملفات والقضايا المثارة من طرف المغاربة المقيمين في إسبانيا على المصالح المختصة في القطاعات المعنية خلال اللقاءات؛ التعريف بالمساطر القانونية والقضائية المتصلة بالمشاكل المثارة في شكايات مغاربة هذا البلد. كما يهدف منظمو هذه اللقاءات إلى التفاعل مع مغاربة العالم بخصوص مختلف البرامج الموجهة لفائدتهم، وكذا المستجدات الإدارية والقانونية التي تهم أفراد الجالية المغربية بالخارج، وتحسيس مغاربة العالم حول مختلف الخدمات الخاصة بعملية “مرحبا” وبرامج المواكبة الصيفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *