إدريس الكنبوري
14 كيلومترا فقط هي المسافة على الأرض، لكنها في العقول 14 جيلا.. الحملة الانتخابية في إسبانيا تنتهي اليوم وقد جرت في مناخ ديمقراطي. اللغة الوحيدة بين الأحزاب هي المشاريع والمشاريع والمشاريع.
تختلف إيديولوجيات الأحزاب هناك، لكنها تتفقون على حب البلاد والدفاع عن الشعب وبناء المستقبل.. حتى زعيم حزب “فوكس” اليميني، الذي لديه برنامج مرفوض في الداخل له برنامج للنهوض ببلده. وقد أعجبتني عبارة قالها: “إسبانيا بلد يبنيه الذين ماتوا والأحياء الموجودون والأطفال الذين سيولدون”.. منتهى الروعة.
لم نتعلم لا من فرنسا ولا من إسبانيا ولا من الذين ماتوا، أما الذين سيولدون فسيضحكون على هذا الجيل. يمكنني أن أرفض اليميني في إسبانيا لكنْ لا أستطيع التشكيك في وطنيته.
إسبانيا قريبة منا، لكنها بعيدة. لا يمكن المقارنة مع بلد ينتج سنويا عشرات الآلاف من الكتب ولديه جامعات قوية ومؤسسات فاعلة وقوانين تطبق على العالي والسافل وديمقراطية وصحافة وإرادة في امتلاك القوة.
هكذا هي السياسة الدولية: القوي يبقى والضعيف عليه أن يدفع الرشوة ليعيش. فهل نعجب إذا رأينا خيرات الشعوب العربية تعطى للآخرين؟!