منير أيت صلاح

 

بيان حلالة بويز
البيان الرسمي للمجموعة

عادَ قلمُنا لِيُفجِّر حِبراً، أسطُراً وقوافِي، رغم أن الكلامَ أبدا لم يكُن كافِيا، عُدنا لِنُؤكِد أنَنا مرضى وَغرامُها يُشافي ويُعافي. ورغمَ عدمِ احساسِنا بالإنصافِ، تشبثناَ بمبدأ الالتفافِ، بجمهورٍ مُوحدٍ بِدونِ خِلافٍ أو أحلافٍ، جمهورٍ بحلقٍ جافٍّ ومهارةٍ في الاختلافِ وليُونَةٌ في المزجِ بين التشجيع والعزفِ، ولم تُغيرهُ كل هذه السِّنينِ السوداءِ العِجافِ، حتى بنينا مملكةَ الوفاءِ تستحِق حُضُور عالِمٍ للاستِكشافِ، وفي كِتابِهِ سيرسُمُنا لا محاَلَ في الغِلافِ، كما فعلت وغنت العِرسانُ أغانيناَ في حفلاتِ الزِفافِ، وكما فعلت الدولةُ حين تتبعت فِكرنا فأُغرِمت بسياسةِ الإاستِدافِ، وكما فعل المُغترِبُ حين سمعَ صداناَ فأحس بالقُشعريرة والارتِجافِ، وكما فعلَ قلَمُنا الآنَ باستهلاكٍ مُخيفٍ لحرفِ الفاءِ في بُحورِ لُغَةِ القافِ.

قد تظُنّهُ خيالاً للقلَمِ، بل هو واقِعٌ للخيال، وشرفٌ في حضرةِ الرِّجال، من لم تُغيرهم الظروف وصُعوبةُ الأحوال، حتى أصبح دُستورُهم هو “ما نْسمح فيك” وتَجاوزُها أو خرقُها أمرٌ مُحال. فانطلقت عمليات تشييدِ مدارِسِ تكوينِ الأجيال، والمُفرِحُ للقلب أن من صِغرِهم يُخلّدون لُغَة الامثِثال، ومن غيرهُم هناك فُقراء ضاعَفوا من ساعاتِ الاشتِغال، من أجلِ توفيرِ دراهِمِ الترحال من عرَقٍ حلال، وترسيخٌ لثَقافةِ الأفعال، فنحن من ننبُذُ العنف، عدم الاحترام وضبابِية الأقوال، ونحن من كُنا مع الكاكِ خلال سنواتِ إهمال واستغلال، وسنكونُ دائِماً مع عِشقٍ من قلوبِناَ لن يُزال، فنحن لا نرضى بالاستبدال، كما لم نستبدِل أيامَ الظُلمِ والاعتقال وأيام غياب الإنجازِ ولا جديدَ يُقال.

قبل المباراة ثقافَةُ النِّظام والانتِظام، ودعوةٌ لعدم الاستِسلام، تجسدت في ما قلَّ ودلَّ من كَلام، وجوهٌ فرِحةٌ بمُشاهدةِ الكاك فأُرغِمَت على الإبتِسام، فزادها جمالاً رونَقُ الالتِحام، الاحترام وبِهِ الالتزام.

كُتبت عبارة عدم الاستسلام كرسالة للفريق، لكن شاءت الأقدار أن نوجّههَا للجماهير، ونقولُ لهم جميعاً إنناَ لن نستسلم ولن نهجُر الكيان. مهما كان المُستقبل أو الحاضر فنحن من أجلِها نكون ولن نُغادِر، فهو في بُعدِنا غيرُ قادِر، إذ علينا ألا ننسى سنواتِ صبرٍ وعمل، سنواتِ تحدي بدونِ كللٍ أو ملل، سنوات سهر الليالي ومسؤولٍ لا يُبالي، سنواتِ أفكارٍ وصِناعة صورة راقية للجمهور القنيطري، وصلت إلى العالمية حتى أصبح العالم يعرِفُ من هم “حلاّلة بويز”. وبعد ذلك يتساءلون إلى أي فريقٍ ينتمي هذا الجمهور الرائِع؟ وبعد ذلك يتحسرون ويقولونَ إنهُ ضائِع، إذ أصبحنا منذُ مدة بعيدة أقوى من الفريق، ونساهِم في إشعاعِه، وهو الشيء المؤسف والمشجع لنا في الوقت نفسه، ما دام أنه رِسالة تُبعث إلينا باستمرار، مضامِينُها أنْ لا رَجُل ولا سند في الكاكِ من غير جُمهورِه.

حلالة بويز ستظل مع جمهورِها ومع الكاكِ إلى آخِر المسار. ستظلُ مُدمِنة على سهرِ الليالي وإنتاجِ الأفكار. ستظلُ حِصناً لتاريخ الأحرار. سنبقى في الميدانِ جميعاً بدونِ أعذار. وسنبقى كذلك السند في الأزماتِ وويلاتِ الانهيار. وكما هو معروف نحن من خُلِقنا للاستمرار، عائِلة موحدة في الفرحِ والإنكِسا ومِثالٌ للوفاءِ والإبهار وإخلاصٌ غير عادي يستحِقُ أكثر من جوائِز الأوسكار… فكلنا للخميسات يا أحلى أنصارْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *