أكد عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، في حوار أجرته معه مؤخرا مجلة “جون أفريك” -ننشر ترجمة له في حلقات- أن علاقته بالملك محمد السادس “جيدة” وأنه يتصل بمستشار الملك، فؤاد عالي الهمة فقط حينما تواجهه صعوبات تتعلق بقطاعه الوزاري فيلتمس  من الملك توجيهات بشأنها.

كما أكد أخنوش أنه لا يتقاضى أي أجر مقابل منصبه الوزاري، رغم أن شركات عائلته تدرّ أموالا كبيرة على خزينة الدولة. وشدّد الوزير والأمين العام لحزب التجمّع الوطني للأحرار على ضرورة الحذر من الذين يمارسون السياسة ليصبحوا رجال أعمال، وليس ممّن هم رجال أعمال أصلا واختاروا خوض غمار السياسة.

وقال أخنوش، في الحوار ذاته، إن والده كان قياديا في أحد أحزاب الحركة الوطنية حينذاك، مشددا على أن زوجته هي التي قامت بالاستثمار والمشاريع قبل استوزاره.

التفاصيل في الحلقة الثانية من هذا الحوار، الذي تنشر صحيفة “le12.ma” ترجمة له عن مجلة “جون أفريك” بتصرف.. والبداية من هنا.

ترجمة: مصطفى قسيوي 

-ج. أ: تقصد أن عزيز أخنوش -رئيس الحزب يمكن أن ينتقد عزيز أخنوش -الوزير.. أليس كذلك؟ أليس هناك بعض التناقض هنا؟

*أخنوش: حزب التجمع يعبّر عن اختلافه في قرار ساهم فيه عدة مسؤولين. نحن لا نفعل مثل حزب العدالة والتنمية، الذي يقضي نهاية الأسبوع في انتقاد حكومة يسيّرها!.. التجمع اليوم يعبر فقط عن آرائه ويطالب بمراجعة القرارات التي تتطلب ذلك عند الضرورة؛lوكل ذلك في إطار التضامن الحكومي.

-ج. أ: إذا فهمنا جيدا، فإن حزب العدالة والتنمية والتجمع ينتقدان بعضهما البعض خلال عطلة نهاية الأسبوع ويتصافحان يوم الخميس في مجلس الحكومة؟

*أخنوش: “أحبك، لا أحبك”، لازمة تقليدية بين الأحزاب السياسية المتنافسة.. لكننا نعرف كيف نعمل مع حزب العدالة والتنمية وهم يعرفون كيفية العمل معنا. هناك احترام متبادَل بين وزرائنا، وكل شيء يسير على ما يرام في مجلس الحكومة. نحن نتحرك إلى الأمام في النهاية  فالأهم هو الوطن والمشاريع التي ننجزها لفائدة المغاربة.

-ج. أ: من الصعب تصديقك تماما، لا سيما أن صقور العدالة والتنمية هاجموا -بحدة- وزير حزبكم، رشيد الطالبي العلمي، حينما تحدث عن أجندة خفية للبيجيدي وسعيه إلى إغراق الإدارة بأتباعه…

*أخنوش: قضية هجوم صقور البيجيدي، كما سميتموها، تم التداول بشأنها في المكتب السياسي للحزب وبُلّغت التعليمات إلى كل المناطق لمهاجمتنا. فمنذ تشكيل الحكومة، لم يكن التجمع، أبدا، أول من يهاجم. نحن فقط نقوم برد الفعل تجاه الهجمات التي يتعرض لها حزبنا ونحاول صد محاولات زعزعة تماسكه، والتي يظن معارضونا أنها قادرة على كبح مسيرتنا. لكننا سنواصل طريقنا بكل ثقة. صدّقني، يمكن أن نكون أكثر قوة وتأثيرا بكثير.

-ج. أ: هل يمكن أن يستمر هذا التعايش الغريب مع حزب العدالة والتنمية حتى 2021؟

*أخنوش: القرار الأول والأخير لجلالة الملك، فجلالته هو رئيس الدولة. كما أن الأمر يبقى معلقا على النية الحسنة للجميع لضمان حسن سير الحكومة. أظن أنه ليس هناك سبب للتغير. نحن هنا لتوحيد الجهود ومواكبة عمل رئيس الحكومة، ووزراؤنا يشتغلون في هذا الاتجاه حتى نهاية عمر الحكومة أو حتى يقرر جلالة الملك عزلهم عن أداء مهامهم الوزارية. وبخلاف من كل هذا، لديّ علاقات ودية مع سعد الدين العثماني، فهو صديق قبل كل شيء، وسيسانده حزبنا في إنجاح مهمته وقيادة الحكومة حتى نهاية ولايتها.

-ج. أ:لا يدّخر رئيس الوزراء السابق، عبد الإله بنكيران، جهدا في مهاجمتكم. ما رأيك في تأثيره داخل حزب العدالة والتنمية؟

*أخنوش: أنا شخصيا، أحترم جميع رؤساء الحكومات الذين عملت إلى جانبهم. واحتراما لعبد الاله بنكيران لن أرد عليه، حتى لو كانت هجماته ضدي تستند فقط إلى الأكاذيب. فحينما أعود إلى المنزل في الليل، بعد فترة عمل طويلة، أنسى كل السبّ والقذف والانتقادات التي لا تستند إلى أساس.. أستعرض ما قمت به وما استطعت حله من مشاكل تهمّ المغاربة. لكن ازدواجية الخطاب داخل حزب العدالة والتنمية تطرح إشكالا لدى الرأي العامّ. فنحن، الأحزاب السياسية، نعرف أننا نشتغل إلى جانب سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وهو كذلك الرجل القوي في الحزب. فمعه  اخترنا الاشتغال في الحكومة. لكنّ الرأي العام غالبا ما يتساءل حول ازدواجية الخطاب ومن يتولى القيادة داخل هذا الحزب.

-ج. أ: ما شكواك الرئيسية من البيجيدي؟ هل هي توظيف الدين في السياسية أم نشرُه الشعبوية؟

*أخنوش: ليس لدي أي مركب نقص أو مشكل في ما يتعلق بالدين.. فكلنا مسلمون وكلنا متساوون في الدين والقانون. يمكنهم السعي إلى استغلال الدين بقدَر ما يريدون، فلن يضمنوا بذلك نقطا للفوز.. أنا فقط أعاتب البيجيدي على أمر واحد، هو العناد في فرض اختياراته.. فعندما نتفق معه يكون كل شيء على ما يرام. ولكنْ بمجرد ما نُبدي عدم موافقتنا، تُستعمَل ضدنا كل الوسائل للمس بتماسك حزبنا. لكننا لا نهتمّ لذلك كثيرا، وسنواصل تقديم رأينا بحرّية في ما يتعلق بالتسيير الحكومي.

-ج. أ: كيف تفسر تقدم العدالة والتنمية من انتخابات إلى أخرى؟

*أخنوش: في الانتخابات التشريعية الأخيرة لعام 2016، احتلّ حزبا العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة الصدارة، على حساب باقي الأحزاب الأخرى، لكنّ التجمّع يحاول اليوم أن يكون حاضرا في الساحة، ونحن على اتصال مباشر مع المواطنين وننصت إليهم ونعمل على توضيح مواقفنا بشأن القضايا التي تشغل المغاربة.

-ج. أ.: هل ترى أن حزب العدالة والتنمية كان وراء حملة المقاطعة لسنة 2018 التي استهدفت، من بين شركات أخرى، واحدة من الشركات التابعة لمجموعة عائلة أخنوش؟

*أخنوش: لا أعرف، ولكنْ ما هو واضح أنه كان هناك استياء اجتماعيّ تم استغلاله جيدا، مع وجود مناورات سياسية.. فلو كانت هذه الحملة تستهدف شخصي فقط، كنت سأتحملها لوحدي ويكون تأثيرها أقلَّ ضررا.. لكنها أثرت على الاقتصاد المغربي وخلقت شكوكا لدى المستثمرين، المغاربة والأجانب. ولحسن الحظ أن النسيج الاقتصادي أظهر مرونة في التعامل مع الأزمة  وخرجنا أقوى من ذلك الاختبار..

-ج. أ: استغرق البيجدي أكثر من عشرين عاما في بناء قاعدته الانتخابية.. كم من الوقت سيستغرق الأمر بالنسبة إلى حزب التجمع؟

*أخنوش: حزب التجمع يحمل رصيدا نضاليا يمتد أربعين سنة تقريبا.. وبالتأكيد كانت للحزب نتائج مخيبة للآمال خلال الانتخابات الأخيرة، لكننا نؤمن بالسياسة كمشروع لتحسين الحياة اليومية للمغاربة. وقد تبنيا، في إطار مشروعنا السياسي، مسار الثقة لإعادة الثقة للعمل السياسي. فإذا كان الحزب اليوم يتعرض للهجومات فهذا راجع لتواجده القوي في الساحة ولقدرته على تحقيق النتائج. وإجراء التغيير أصبح واضحا ومخيفا لبعض أعداء التغيير.

-ج. أ: هدفك إذن هو الفوز في الانتخابات التشريعية لسنة 2021؟

*أخنوش: طبعا، كل حزب يسعى إلى ذلك ولديه طموح الفوز في الانتخابات. لكنّ هذا ليس هدفَنا الوحيد. فنحن نريد، قبل كل شيء، أن نسهم في خلق تحسّن ملموس في الحياة اليومية للمغاربة.

-ج. أ: سبق للتجمع أن أعلن أنه سيذهب للانتخابات بغض النظر عن أي تحالف.. لماذا؟

*أخنوش: من الأصح أن تتم التحالفات بعد الانتخابات وليس قبلها. وبخصوص هذه النقطة، نحن لا نزال منفتحين على جميع الأحزاب. ليست لدينا مشاكل مع حزب الاستقلال ولا مع الأصالة والمعاصرة ولا مع الإتحاد الاشتراكي، ولا حتى مع حزب العدالة والتنمية!.. كل شيء يتوقف على النتائج للفوز في انتخابات 2021.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *