طلحة جبريل

تنقلنا ضغوطات الحياة اليومية وبعض المنغصات في بعض الأحيان، إلى حالة أقرب ما تكون إلى الإنكفاء، بلغة أخرى ننأى عن الحياة العادية.

لكن وجدت ومنذ سنوات طويلة أن أفضل طريقة للخروج من هذه الحالة، هو القراءة .

عندما تأملت تفاصيل الحياة مع العودة إلى حالة “السنجاب” كما أسميها، أي القفز من قطار إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى، خمنت أن الأمر ربما يعود إلى  بعض الكسل الذهني ، بتعبير آخر، عدم الانتظام في القراءة.لذلك وضعت برنامجاً صارماً شرعت في تطبيقه ابتداء من الإثنين .

يقضي هذا البرنامج  قراءة  ثلاثة كتب  في الوقت نفسه كل أسبوع، وليس كتابين كما كنت أفعل . على أساس أن تكون محتوياتها متباينة، لذلك اخترت هذا الأسبوع أن أقرأ كتاباً سياسياً، ووقع اختياري على  كتاب  ميشيل أوباما”وأصبحت” (Becoming). ثم عملاً روائياً ووقع اختياري على رواية “مسيح دارفور” تأليف عبدالعزيز بركة ساكن ، ثم كتاب مهني  بعنوان  “The news about the news” (الأخبار عن الأخبار).

إضافة إلى خمس صحف ورقية يومياً، ومواد مطبوعة من خمس صحف اليكترونية باللغتين العربية والانجليزية .إضافة إلى خمس قطع موسيقية، وهذه ليس من ابتكاري بل قرأت أن الموسيقي والقراءة في نفس الحيز الزمني يساعد كثيراً على الاستيعاب وتحسين المزاج.

الأهم كما تفيد النظرية اليابانية ألا يتغير توقيت القراءة يومياً، حتى لو وزعنا القراءة على فترتين في الصباحات والأمسيات .

ليس غريباً أن نقرأ مجدداً كيف أن دراسة نشرت قبل سنتين، نشرها صحافي  يدعى “هو مونتغمري “تبين صحة جميع الخلاصات التي توصل إليها. يقول مونتغمري عندما تزداد المصاعب في حياتنا فإن الحل يكمن في القراءة. ويعتقد أن الجلوس ومطالعة عمل أدبي جيد قد يكون أفضل وسيلة يلجأ إليه شخص يعاني. السؤال كيف تساعد قراءة الكتب في إعادة التوازن ؟ بداية، لأنها توفر شكلاً من أشكال الهروب أكثر بكثير مقارنة بأي عمل فني آخر.

كانت “بي بي سي” أجرت  تجربة مثيرة  بشأن القراءة . وتبين أن بعض الأعمال الأدبية يجعل الفرد سعيداً كما يجدد نظرته للعالم.لكن كيف يمكن للكتاب أن يعيد التوازن للنفس.أفادت التجربة  أن الأعمال الأدبية تتيح  شكلاًمن أشكال الهروب أكثر بكثير من أي أعمال فنية أخرى.

وتقول إيلا بيرثود، خبيرة العلاج بالقراءة “أنت ترى الصورة جاهزة عندما تشاهد فيلماً أو برنامجاً تلفزيونياً بينما الرواية تجعلك تختلق بنفسك المشاهد، لذا هي أقوى تأثيراً لأنك مشارك فيها”.

أختم لأقول لكم شيئاً، بمجرد فرغت من كتابة هذا العمود شعرت بأنني خرجت من حالة ذهنية ونفسية كئيبة كنت أشعر بها .

صادقاً أقولها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات