سليكي

*محمد سليكي

مع عودة عبد الاله إبن كيران، إلى زعامة حزب العدالة والتنمية بعد السقوط الحر في إنتخابات 8 شتنبر برز على سطح النقاش السياسي، سؤال كيف ستكون معارضة البيجيدي على عهد إبن كيران، لحكومة أخنوش؟.

لقد هيمن هذا السؤال، على مكونات حكومة أخنوش، على الرغم من أنها تضم حزبين ( الأصالة والمعاصرة / الاستقلال) كانا و لايزالان “سمنًا على عسل، مع البيجيدي، خاصة البام وزعيمه وهبي، وزير العدل، الذي كان أول المهنئين لأبن كيران، بمناسبة إنتخابه أمينًا عامًا لحزب  العدالة والتنمية.

بيد أن إبن كيران، وصقوره الجدد في الأمانة العامة، خاصة حسن حمورو، وأمينة ماء العينين، سيبادران مبكرًا إلى إستصدار ما يشبه إعلان نواياحول المعارضة كما سيمارسها البيحيدي، أو هكذا يبدو الأمر..

إبن كيران، الذي ترأس أول إجتماع للأمانة العامة الجديدة مباشرة بعد إنتخابها دون أن يصدر عنها البلاغ رقم «1»،  سيدفع نحو  تأجيل إنعقاد ثاني إجتماع،  حتى موعد آخر بدل مساء أمس الثلاثاء كما جرت العادة..

دفع يبقى حمال أوجه، عديدة، لعل من أبرزها، كسب مزيد من الوقت لقراءة المشهد في أفق بلورة نسق تكتيكي لمعارضة محددة السقف ومضبوطة التايمينغ،  في ممارسة البريسينغ على حامل حقيبة التدبير الحكومي.

وحسنًا فعل ابن كيران وصحبه، حين قفز فوق فخاخ الدفع به نحو  السقوط في خرق عرف إمهال الحكومة الجديد 100 يوم منتيساع الخاطرواستغلال نشوة وحماسة عودتهلتيرانالسياسة، حتى لايتم توظيفه من طرف فلول اليسار الراديكالي وطيف من الإسلام السياسي، كحطب أخضر لمواقد النيران تحت أقدام حكومة لم يدم على تنصيبها سوى خمس أسابيع، وتأجيج الشارع بمبرر رفضالجواز“، الموروث عن حكومة العثماني، والغلاء المونديالي، القادم من وراء البحار..

أتوقف هنا، بعد إستأذانكم، وأترك باقي مساحة هذه الورقة حول سؤال  «البيجيدي ومعارضة الحكومة..السقف والتايمينغ»، ليملؤها كل من حسن حمورو، و أمينة ماء العينين من خلال تدوينتين لهما، يجمع بينهما وحدة الموضوع، وربما حتى الهامس عفوًا الباعث.

                                    ……………………….

«يبدو أن كيفية ممارسة حزب العدالة والتنمية للمعارضة في الوضعية التي هو فيها اليوم، تحظى باهتمام أكبر من الإهتمام بممارسة الحكومة لاختصاصاتها ولأحزاب الأغلبية لأدوارها.

حكومة أخنوش حكومة ضعيفة منذ بدايتها، ومؤشرات ضعفها كثيرة ستزداد بروزا مع الأيام، علما أنها كباقي الحكومات تحتاج لمهلة معقولة لالتقاط أنفاسها ومباشرة عملها، غير أن طلب مهلة لا يعني عدم تنبيهها إلى أخطاء استراتيجية في ظرفية حساسة جعلت الناس يخرجون للشوارع للتظاهر ظاهريا ضد فرض جواز التلقيح بما هو قرار متسرع وغير مدروس، غير أن الاحتجاج يمتد إلى أمور كثيرة تنبئ عن اعتمال احتقانات وجب الانتباه إليها والتعامل معها بكياسة وتعقل واحتكام للدستور والقانون.

حزب العدالة والتنمية هو من يختار شكل معارضته ومضمونها ويحدد أولوياته الداخلية والخارجية في مرحلة تحتاج منه انكبابا على مشروعه السياسي قراءة ومراجعة وتجديدا لأن السياسة في المغرب في حاجة إليه، ولذلك حتى لو بدا أن هناك تقاطعا في الموقع السياسي مع أطراف وقوى تكن العداء لحكومة أخنوش لدواعي مختلفة، فإن حزب العدالة والتنمية سيظل مستقلا واعيا برهاناته متأنيا في إنجاح أهدافه».

* تدوينة ماء العينيين

                            ………………………………

«نقطة نظام!

تجري هذه الأيام محاولات تسريع دينامية غير بريئة، ظاهرها وعنوانها الاحتجاج على رئيس الحكومة عزيز أخنوش وحكومته، لكن أفقها غير واضح، غير أنه لن يكون في المصلحة الحقيقية للبلاد، بالنظر الى تاربخ وتجربة وانعدام مصداقية المكلفين بـالتبشيروالتعبئة لهذه الدينامية.

التعبئة لدينامية الاحتجاج على الحكومة التي لم تكمل بعد شهرها الأول، تتم بتوظيف واستغلال قرارات وأحداث، منها جواز التلقيح وارتفاع اسعار المواد الغذائية، ويحاول المكلفون بـالتبشيرجعل اعادة انتخاب الأستاذ عبد الاله بنكيران أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، في المؤتمر الوطني الاستثنائي،حطبااضافيا لهذه التعبئة.

ولذلك وجب الانتباه، خاصة من طرف مناضلي العدالة والتنمية، بعدم الانجرار أو الانخراط في هذه الدينامية دون إدراك أفقها، صحيح ان الحزب أعلن اصطفافه في المعارضة، لكنه حزب مستقل بمواقفه وبقراراته، ومؤسساته وحدها من تقرر ماذا ومتى يعارض الحزب، ومن أجل ماذا وبأي سقف وبأي أفق، ولا يمكن أن يتحول الى مجرد ورقة على طاولة فاعلين ولاعبين آخرين.

هناك كذلك حاجة للتفريق بين أخنوش رجل الأعمال، وبين أخنوش رئيس الحكومة المغربية، بمعنى أن انتقاده ومعارضته مهما بلغت أخطاؤه، وجب الا يؤثران على صورة مؤسسة الحكومة ورئاستها، باعتبارها مكسبا سياسيا وديمقراطيا كبيرًا للمغاربة، على الجميع ان يحافظ عليه ويرسخه.

ثم إن منطق الأشياء، يفرض منح الحكومة وقتا كافيا قبل الحكم بفشلها، خاصة أننا لسنا في سياق انتخابي، لأنها مؤسسة من مؤسسات الدولة، يؤثر أي تهديد لاستقرارها على استقرار أمور أخرى»./ إنتهى.

                ……………………………………..

أعود لأهمس في أذن من يراهنون على إبن كيران وحزبه لإسقاط الحكومة خاصة رفاق اليسار الراديكالي وإخوان جماعة الإسلام السياسي، ومن ورائهما…لأقول، حكومات جلالة الملك، تُعَارَضَ، ولكن لا تسقط .

(أنظر لايف إبن كيران الاخير).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *