*طلحة جبريل

 

تلقيت دعوة للمشاركة في وقفة رمزية بمناسبة “اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام”. اختار المنظمون أن تكون الوقفة أمام مقر البرلمان عصر الأحد العاشر من أكتوبر الذي يصادف اليوم العالمي ضد عقوبة الإعدام. 

منذ بداياتي في هذه المهنة عاهدت نفسي من وقتها وإلى الآن تلبية أي دعوة تصلني مباشرة، عبر البريد الإليكتروني وتطبيقات الهاتف المحمول، إذا كانت لها علاقة بالمهنة.

احترم المشاركون في الوقفة التوقيت، وكانوا في وسط شارع محمد الخامس يرفعون لافتة كتبوا عليها عبارة “إلغاء عقوبة الإعدام بالمغرب مسيرة تستمر”، كان عددهم 11 مشاركاً يمثلون “الائتلاف المغربي ضد عقوبة الإعدام” يرددون هتافاً يقول “الإعدام جريمة وحق الحياة مقدس”. دامت الوقفة نصف ساعة.

تزامنت الوقفة الرمزية مع صدور بيان وقعه من المغرب “الائتلاف المغربي”، ومنظمات تونسية وموريتانية وجزائرية، وهذا حدث في حد ذاته.

توقعت أن أجد في تغطية الوقفة مجموعة من زميلات وزملاء المهنة، إذ بدا لي الأمر يستحق فعلاً.

وجدت مجموعة منهم، كانوا أغلبهم شباب خمنت بأنهم أقبلوا حديثاً على المهنة. لاحظت أن معظمهم من مواقع اليكترونية يركزون على تصوير مقاطع فيديو بهواتفهم المحمولة ويطلبون من المشاركين في الوقفة الحديث أمام ماكيرفونات كتبت عليها أسماء المواقع.

ترسخ لدي انطباع وأنا أسجل ملاحظاتي عن الوقفة على كناش صغير، أن هذا الأسلوب قد أندثر، لاحظ مصور صديق كان يلتقط صوراً متنوعة للمشاركين في الوقفة الرمزية، ما كنت أقوم به، علق مازحاً “آه يا صحافة زمان”.

قلت له قضيت في ميادين العمل الصحافي حتى الآن أزيد من أربعة عقود، ثم أنني صحافي لم يعد يطلب إلا حقه في تغطية الأحداث بالكيفية التي يراها ملائمة، لذلك لم أغير مكاني وهو الصحافة ولا مكانتي وهي شخص يحظي بالثقة لمن يقرأ له أو يسمع منه.

لو كان المجال مناسباً للشرح والتوضيح لقلت لصديق المهنة، الصحافي لا يعتمد على الذاكرة أو أجهزة اليكترونية لذلك نقول إن أهم ما في الصحافة المكتوبة أنها مكتوبة.

ثم أن الاعتماد على الذاكرة ثقة زائدة لا يحتاج إليها صحافي ينتظر منه الناس أن يكون في بعض الأحيان شاهداً، على الرغم من ذلك  كنت ولا أزال صحافياً همومه كلها في الحاضر والمستقبل وليست في الأمس وما قبله، لذلك هاجسي الآن هو الصحافة الاستقصائية، التي تنطلق ببساطة من مقولة لها سحرها وصدقيتها مفادها كالتالي: ما نسمعه أو ما نراه في بعض الأحيان لا يعني أنها الحقيقة، لذلك يجب أن يكون شعارنا الدائم “نحن لا نملك الحقيقة لكننا نبحث عنها”.

*كاتب/صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *