عن “بي بي سي” -بتصرّف

سطعت أسماء نساء رائدات، عربيا ودوليا، في مجالات مختلفة خلال 2018.

في الورقة التالية استعراض لأبرز هذه الأسماء التي صنعت الحدث بنون النسوة.

نادية مراد

مُنحت نادية مراد، الناشطة الإيزيدية (25 عاما) من قضاء سنجار (شمال العراق) جائزة نوبل للسلام بعد أن روت تجربة اختطافها واغتصابها وقتْلَ ستة (6) من أشقائها على أيدي مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في 2014.

وعينت الأمم المتحدة، في شتنبر 2016، مراد سفيرة للنوايا الحسنة.

وتعيش نادية حاليا في ألمانيا، بعد أن تزوجت من عابد شمدين، وهو ناشط إيزيدي أيضا.

وفازت نادية مراد في أكتوبر 2016، بـ”جائزة سخاروف”، أرقى جائزة أوروبية في مجال حقوق الإنسان.

سمر بدوي

تسبّبت تغريدة لوزيرة الخارجية الكندية في تويتر حول اعتقال الناشطة السعودية سمر بدوي في “أزمة دبلوماسية” بين السعودية وكندا.

اعتقلت سمر بدوي (33 عاما) يوم ثاني غشت 2018 في خضمّ حملة شنتها السلطات السعودية على من وصفتهم بـ”عملاء السفارات”. واتهمت السلطات الناشطة سمر بدوي بـ”التعامل مع جهات خارجية وتقديم الدعم المالي لجهات معادية للبلاد”.

وكانت بدوي ممن طالبن بإنهاء نظام وصاية الرجل على المرأة، وعملت في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، كما أنها زوجة المعارض والسجين، المحامي وليد أبو الخير وشقيقة السجين والمدوِّن المعارض رائف بدوي، الذي سُجن بتهمة الإساءة للإسلام.

في 2012 حصلت سمر بدوي على جائزة “أولف بالم”، التي يمنحها البرلمان السويدي.

وشاركت بدوي في حملة قيادة المرأة السعودية للسيارة في 2011 عبر قيادة سيارتها. ورفعت دعوى قضائية في السنة ذاتها ضد الإدارة العامة للمرور في السعودية بسبب رفض منحها رخصة قيادة.

في مارس 2012 كرّمتها وزارة الخارجية الأمريكية بجائزة على نشاطاتها وجرأتها ودفاعها عن حقوق المرأة السعودية.

جينا هاسبل

أصبحت جينا هاسبل (وُلدت في كنتاكي 1956) أول امرأة تتقلد منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إي”.

وانضمّت هاسبل إلى وكالة المخابرات في 1985، وقضت أول 15 عاما في روسيا وتخصصت في الشأن الروسي.

وصعد نجم هاسبل في الفترة الأخيرة، ليس لأنها تمتلك خبرة ومهارة إدارة الوكالة فقط، بل لأنها ذكية وقوية وبارعة في لعب السياسة البيروقراطية.
ولاقت خطوة ترامب وهو يعيّنها نائبة لمدير الوكالة ترحيبا واسعا داخل دوائر صنع القرار في أمريكا.

في المقابل، اتهم البعض هاسبل بالمسؤولية عن الوسائل العنيفة لاستجواب المشتبه بهم في قضايا إرهاب في سجون في مناطق مختلف حول العالم أطلق عليها اسم “الحفر السوداء”.

ساهلي زويدي

انتخبت ساهلي زويدي، التي تعهدت بالتركيز على المساواة بين المرأة والرجل وتعزيز السلام، رئيسة لأثيوبيا، لتصبح أول امرأة في تاريخ البلاد تشغل هذا المنصب.

تطالب زويدي بنشر المساواة بين الرجل والمرأة في كل المجالات وبرفع نسبة تمثيلية المرأة في المراكز القيادية.

وتعددت المناصب الدبلوماسية التي تولتها ساهلي زويدي، التي تتقن، إلى جانب لغتها الأمهرية، اللغتين الفرنسية والإنجليزية.

وعلى امتداد مسيرتها المهنية، بعد أن أنهت دراستها في العلوم الطبيعية في جامعة مونبلييه في فرنسا، عملت زويدي سفيرة لبلادها في كل من السنغال وفرنسا وتونس والمغرب. كما عُيّنت سفيرة متنقلة في كل من مالي والرأس الأخضر وغينيا بيساو وغامبيا وغينيا، خلال الفترة ما بين 1989 و1993.

في 2002، أصبحت ساهلي زويدي المندوبةَ الدائمة لإثيوبيا في الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) التي يقع مقرها في جيبوتي.

وفي الفترة ما بين بين عامي 2002 و2006 أصبحت زويدي سفيرة بلادها في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”. ثم سفيرةً لدى الاتحاد الإفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا. وبعد ذلك، مديرة عامة للشؤون الإفريقية في وزارة الشؤون الخارجية في إثيوبيا.

إلهان عمر

تصدّر اسم إلهان عمر العناوين الرئيسية للأخبار، لتُعرف بأنها أول امرأة محجبة انتُخبت في الكونغرس بعد أن فازت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، التي جرت في غشت الماضي.

وقد واجهت إلهان (صومالية الأصل) هجمات عنصرية بسبب إسلامها، واتهمتها لورا لومر، الصحافية اليمينية، بصلتها بـ”الإرهابيين المسلمين”.

قالت إلهان، في تصريح سابق “عندما يسألني الناس عن أكبر منافس لي، لا أذكر أسماء، بل أقول لهم إنها الإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب وكره النساء.. لا يمكننا السماح لحاملي هذه الأفكار بالفوز”.

في 1995، هاجرت إلهان مع أسرتها من كينيا إلى الولايات المتحدة، وأظهرت تفوقا دراسيا، إذ تخرجت من كلية العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة “نورث داكوتا” في 2011، لتبدأ مباشرة بالعمل السياسي.

دونا ستريكلاند

فازت الكندية دونا ستريكلاند بجائزة نوبل للفيزياء عام 2018، لتصبح أول امرأة تحصل على الجائزة المرموقة منذ 55 عاما.

وأصبحت ستريكلاند ثالث امرأة تحصل على الجائزة في مجال الفيزياء، لتنضم إلى جانب ماري كوري التي فازت بالجائزة عام 1903 وماريا غوبيرت ماير، التي فازت بها عام 1963.

تعليقا على فوزها بالجائزة قالت ستريكلاند، ومقر عملها جامعة ووترلو في كندا، “في بادئ الأمر تفكر فيما إذا كان الأمر ضربا من الجنون، وهذا ما فكرت فيه في البداية. ودوما تفكر فيما إذا كان الأمر حقيقيا”.

دي-آن كنتيش روجرز

قالت دي-آن كنتيش روجرز (25 عاما) لبي بي سي إن دخولها ضمن منافسات المسابقة العالمية لملكة جمال الكون أفضل تجربة في حياتها، ووصفت تتويجها بلقب ملكة جمال بريطانيا العظمى بأنه “إنجاز عظيم”.

وتعد كنتيش روجرز أول امرأة سوداء تمثل بريطانيا منذ انطلاق المسابقة.

وقالت كنتيش روجرز: “لقد أدركت أنني لم أفز بهذه الجائزة بصفتي دي-آن فقط، ولكن بصفتي امرأة سوداء أيضا”.

غير أن تمثيل بريطانيا في مسابقة ملكة جمال الكون لم يكن الحلم الذي رواد منتيش روجرز، فقد أرادت تمثيل بلادها في مجال الرياضة والحصول على ميدالية في دورة الألعاب الأولمبية، لكن إصابة متكررة في الركبة حرمتها من تحقيق حلمها.

ستيسي كونينغهام

في ماي 2018 شهدت بورصة نيويورك حدثا “تاريخيا” فريدا تمثل في تعيين ستيسي كونينغهام رئيسةً لبورصة نيويورك، خلفا لتوم فارلي.

وتعد كونينغهام أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ إنشاء البورصة قبل 226 سنة…

ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” كونينغهام بـ”الفتاة الجريئة”، فقد عملت في بداية مسيرتها المهنية كمتدربة في القطاع المصرفي، الذي كان وما زال يسيطر عليه الذكور إلى حدٍ كبير. وتبلغ نسبة السيدات في المناصب القيادية في القطاع المالي 5% فقط.

وتخرّجت كونينغهام من كلية الهندسة الصناعية في جامعة ليهاي الأمريكية. ووفرت لها خبرتها فرصة تولي مهام ومناصب جديدة في كل المؤسسات المالية التي التحقت بها.

في 2015 أصبحت الرئيس التنفيذي للعمليات في بورصة “نازداك” الأمريكية المنافسة لبورصة نيويورك في الوقت الحالي.

وفازت ستيسي كونينغهام بلقب أكثر النساء تأثيرا وإلهاما ضمن موسم “بي بي سي -100 امرأة”، الذي تطلقه كل عام لاختيار 100 امرأة تركت تأثيرا قويا في المجتمع.

لبنى سليمان العليان

في عمر الـ66، عُينت سيدة الأعمال السعودية لبنى سليمان العليان رئيسة لبنك “ساب الأول”، وهو البنك الناتج عن اندماج البنك “الأول” (البنك السعودي الهولندي سابقا) مع البنك السعودي البريطاني “ساب”.

تشغل العليان منصب الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة شركة “العليان للتمويل”، التي تضم أكثر من 40 شركة تحت مِظلتها. وكان والدها، الشيخ سليمان العليان، قد أسس الشركة في 1947.

حصلت العليان على بكالوريوس في الزراعة من جامعة كورنيل وماجيستير في إدارة الأعمال من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة، ثم على دكتوراه في القانون من كلية ترينتي في إيرلندا.

عملت العليان في بنك “مورغان غارانتي” بمدينة نيويورك بين 1979 و1981، ثم عادت إلى السعودية لتعمل مع شركة العليان مجددا. قضت سنوات مع والدها في إدارة شركة “العليان للتمويل”، واستغلت تدرجها في المناصب لتشجيع والدها على توظيف مزيد من النساء.

في 2001، نجحت في توظيف 40 سيدة للعمل في أحد مصانع الشركة، ليزيد عدد النساء إلى 500 موظفة.

إسراء الغمغام

طلبت النيابة العامة في السعودية إنزال عقوبة الإعدام على خمسة نشطاء من المنطقة الشرقية، منهم الناشطة الحقوقية الشيعية إسراء الغمغام بتهمة التحريض على التظاهر ضد النظام.

وكانت الغمغام قد شاركت في نشاط ضمن احتجاجات القطيف ضد قرار إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.

في خضمّ ذلك، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في تقرير، إن “الغمغام تواجه عقوبة الإعدام فقط بسبب نشاطها السلمي”.

وعُرفت إسراء الغمغام (من منطقة القطيف) الناشطة الحقوقية الشيعية، بحسب “هيومن رايتس ووتش”، بنشاطها في المظاهرات التي انطلقت في المنطقة الشرقية خلال 2011، مطالبة الحكومة السعودية بـ”وقف سياسة التمييز ضد الشيعة”. ووثّقت الغمغام المسيرات والاحتجاجات ونشرتها في وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد اعتُقلت الغمغام، مع زوجها (موسى الهاشم) في دجنبر 2015، في عملية مداهمة مفاجئة. ومنذ ذلك الحين لا يزال الاثنان قيد الاعتقال.

من التهم التي وجهت للغمغام التحريضُ على التظاهر ورفع شعارات مناهضة للحكومة للتأثير في الرأي العام، ونشر صور المسيرات وتشجيع المتظاهرين آنذاك.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، نقلا عن نشطاء حقوقيين سعوديين، إن “الغمغام التي قد تواجه عقوبة الإعدام، ستكون أول امرأة سعودية يحكم عليها بأقسى عقوبة بسبب نشاطها في مجال حقوق الإنسان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *