le12.ma

سار، اليوم الاثنين، مئات المحتجّين السودانيين، الذين يتظاهرون، منذ أيام، على تردي الأوضاع المعيشية، إلى القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، بينما واجهتهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع.

ووقعت اشتباكات عنيفة، بحسب شهود عيان، بين الشرطة والمتظاهرين في ميدان جنينة الجندول وسط العاصمة الخرطوم استخدمت فيها قوات الأمن قنابل الغاز والرصاص المطاطي لمنع المحتجين من الدخول إلى الشوارع المؤدية للقصر الجمهوري.

وقال مصدر في العاصمة السودانية الخرطوم إن قوات الأمن السودانية أغلقت، منذ ساعات الصباح الأولى، وبالقوة جميع المحلات التجارية في السوق العربي وسط العاصمة. كما تم سحب الأجهزة الأمنية ونشر عناصر الأمن الشعبي في زي القوات المسلحة وعناصر من أجهزة سيادية للتصدي المحتجّين.

وينتمي الجزء الأكبر من هذه القوات إلى المؤتمر الوطني الحاكم ويرتدي عناصرها الزي المدني وبعضهم الزي العسكري لاختراق المظاهرات وبثّ الرعب والخوف بينهم، وهم من يقومون أيضا بعمليات تخريبية وعمليات مخالفة للقانون والدستور” بحسب مصدر ميداني، أكد أن “هناك تخوفات كبيرة من الدعوة إلى مظاهرات اليوم، التي تبنّتها النقابات المهنية في السودان، والتي تطالب القيادة السياسية بالرحيل”.

ومن جانبها، نشرت الحكومة اليوم الاثنين، عشرات الجنود في وسط الخرطوم، للحيلولة دون تحرّك مسيرة دعا إليها تجمّع المهنيين السودانيين للمطالبة برحيل النظام.

وارتكزت عربات عسكرية كثيرة بالقرب من منطقة “صينية القندول”، المكان المحدد لتجمّع المحتجين. وأفاد شهود عِيان بأن سيارات بدون لوحات، عليها أفراد يتردون أزياء مدنية، جابت شوارع وسط الخرطوم.

وكان تجمّع المهنيين السودانيين قد دعا، يوم الثلاثاء الماضي، إلى مسيرة سلمية لتسليم مذكرة إلى القصر الجمهوري تطالب بـ”رحيل” الرئيس البشير، إلا أن قوات الأمن منعت تحرّك المسيرة، ما جعل الآلاف يتظاهرون وسط الخرطوم.

ومن جانبه، التقى البشير عددا من كبار الضباط في الخرطوم وأمر الشرطة بألا تستخدم القوة المفرطة ضد المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجا على زيادة سعر الخبز.

كما دعا أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، إلى “الهدوء وضبط النفس”، وطالب السلطات السودانية بـ”إجراء تحقيق شامل حول القتلى والعنف”، بحسب بيان للمتحدث باسمه.

في السياق ذاته، أعلن جهاز الأمن والمخابرات الوطني في السودان، اليوم الاثنين، إطلاق سراح معظم الموقوفين أثناء المظاهرات الأخيرة، بعد اكتمال الإجراءات الأمنية اللازمة في حقهم. ووضح مدير إدارة الإعلام في الجهاز، وفق وكالة السودان للأنباء، أن الذين تم إطلاق سراحهم أقروا خلال التحقيقات بأن “الهالة الإعلامية في الخارج كانت أكبر من الحجم الحقيقي للمظاهرات، وأن بعض الأحزاب السياسية استغلت مهنيين وطلابا لتحقيق أجندتها الخاصة”.

ويشهد هذا البلد صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية.

أما سعر الدولار فيبلغ رسميا 47.5 جنيها، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيها سودانيا. كما يعاني 46% من السودانيين من الفقر، وفق تقرير كانت الأمم المتحدة قد أصدرته في 2016.

وقُتل 19 شخصا، على الأقل، بحسب الحكومة، منذ 19 دجنبر خلال الاحتجاجات التي أشعلها قرار الخرطوم رفع أسعار الخبز. لكنْ منظمة العفو الدولية قالت إن عدد القتلى بلغ 37 قتيلا.

يشار إلى أن المتظاهرون خرجوا إلى الشوارع بعد أن قررت الحكومة زيادة سعر رغيف الخبز من جنيه سوداني إلى ثلاثة جنيهات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *