تقي الدين تاجي
بعد الكشف عن النتائج النهائية لاقتراع 8 شتنبر 2021، التي بوأت حزب التجمع الوطني للأحرار، مرتبة الصدارة، بـ 102 مقعد، يليه حزب الأصالة والمعاصرة بـ86 مقعدا ثم حزب الاستقلال بـ 81 مقعدا، فالإتحاد الاشتراكي رابعا بـ 35 مقعدا، شرعَ عدد من المحللين، في وضع السيناريوهات المحتملة لتشكيل الحكومة الجديدة، التي يرتقب أن يعين الملك رئيسها خلال الساعات القليلة المقبلة.
ولعل هاته السيناريوهات، لن تخرج عن ثلاثة احتمالات أساسية؛ يتمحور أولها في تحالف كل من التجمع الوطني للأحرار مع كل من حزب الاستقلال صاحب المركز الثالث، وحزب الاتحاد الاشتراكي صاحب المركز الرابع، وهما معا ينتميان الى ما يعرف تاريخيا بأحزاب الكتلة الديمقراطية، مع إمكانية إضافة حزب الحركة الشعبية، وهو ما سيمنح رئيس الحكومة المعين حينها، أغلبية مريحة بـ 247 مقعدا، فضلا عن “الإضافة النوعية” التي سيمنحها حزب الاستقلال، الى الحكومة، بعدما تمكن من إستعادة صورته وثقله السابقين لدى المغاربة، منذ رحيل أمينه السابق حميد شباط.
ثاني السيناريوهات هو أن يتحالف التجمع الوطني للاحرار مع الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي، وهذا سيمنحه أغلبية جيدة، بـ 223 مقعدا، فيما سيجد حينها حزب الاستقلال نفسه في المعارضة، التي تخندق فيها منذ سنة 2013، وهذا يبقى مستبعدا بالنظر الى الرغبة القوية لحزب الاستقلال على عهد رئيسه نزار بركة، في العودة الى المشاركة الحكومية، بعد ما يزيد عن 8 سنوات قضاها في المعارضة، كما أنه لن يرغب، في تجاوز إرادة الناخبين الذين صوّتوا لفائدته بكثافة، من أجل أن يشارك في الحكومة، لا أن يكون خارجها.
ثالث السيناريوهات، وهو أن يتحالف حزب الحمامة مع حزب الأصالة والمعاصرة الى جانب كل من حزبي الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، وهذا سيمنحه 235 مقعدا، لكن المؤكد أنه حينها سنكون أمام حكومة لا تعكس التعددية السياسية المفترضة في إئتلاف حكومي وطني، يحظى بمساندة شعبية، خاصة وأن كلا من حزبي السنبلة والحصان، لم يحققا نتائج كبيرة خلال الاستحقاقات الأخيرة.
ولذلك يبقى السيناريو الأقرب الى التحقق، هو السيناريو الأول، مع تموقع باقي الأحزاب وفي مقدمتها الاصالة والمعاصرة في صف المعارضة.