تقي الدين تاجي

لا يكاد يمر يوم من أيام الحملة الانتخابية، إلا وتشهد مختلف الدوائر، أعمال عنف لا تنتهي ما بين إعتداء على مرشحين، أو تكسير زجاج سياراتهم، أو سيارات أنصارهم.

ولعله ليس من قبيل الصدفة، أن يتواجد دائما خلف هاته الأعمال، محسوبون على “حزب الاصالة والمعاصرة”، بشكل يثير الشك والريبة، ويطرح أكثر من علامة استفهام.

فبالأمس فقط، تعرض “مولود اسقوقع” المستشار البرلماني الاتحادي، وعضو المجلس الوطني للحزب، لإعتداء شنيع من طرف عصابة مدفوعة، من رئيس جماعة البير الجديد المحسوب على الأصالة و المعاصرة” وفق ما أكدته القيادية بحزب الوردة “حنان رحاب” .

وكتب الحسن السعدي، وكيل لائحة حزب التجمع الوطني للأحرار، في الانتخابات التشريعية بتارودانت الشمالية، ضمن تدوينة سابقة له، على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك : “أنه في نفس الوقت الذي كان فيه المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة سوس ماسة يوقع بيان التباكي والباطل، كانت بلطجية حزبه تتهجم على مناضلي الأحرار بتالوين وسيدي احساين، والحصيلة إصابات خطيرة إستدعت نقل المصابين الى المستشفى“.

وقبلهما اعتداء سابق من أنصار البام، على مرشح الحركة الشعبية بإحدى دوائر مدنية بني ملال.

عاجل وبصور حصرية. سقوط جرحى ومصابين وإتهام محسوبين على “البام” بالاعتداء على تجمعيين في تارودانت

ولاشك أن العنف، يبقى هو الملاذ الأخير للعاجز عديم الكفاءة، الغير قادر على الإنخراط في منافسة سياسية نبيلة، أو مقارعة الحجة بالحجة، والفكرة بالفكرة.

ففي وقت استشعر فيه حزب الاصالة والمعاصرة، بوادر هزيمة محتومة خلال الانتخابات المقبلة، وبعدما فشلت ألاعيبه المفضوحة، من خلال توجيه الاتهامات المغرضة، الى خصومه السياسيين، في منحه النتائج المرجوة، يبدو أنه حشد أنصاره من “البلطجية” ، للإجهاز على منافسيه، باستعمال لغة “العنف” و”الضرب والجرح”، أملا في السيطرة على “الفضاء العام”، ومنع  الأحزاب الجادة، من بسط برامجها للمواطنين، من أجل إسقاطها قبل الوصول الى صناديق الاقتراع.

والحقيقة أن لا شيء يذكي مثل هاته النعرات البدائية، أكثر من تلك التصريحات اللامسؤولة التي تصدر، عن بعض قيادات هذا الحزب، فحينما يتهم “وهبي” مثلا، الأحزاب الأخرى باستعمال المال، وبالفساد ، والتزوير وشراء الذمم، فهو إذاك قد يكون يشرعن لأنصاره، من حيث يدري أو لايدري بممارسة أعمال العنف ضد من يصفهم “بالفاسدين” زورا وبهتانا، بما يمنحهم ربما الضوء الأخضر، للتنكيل بهم في الشوارع والاحياء وتعقبهم في كل مكان، من أجل محاربتهم، وتغيير ما يصفه زعيمهم بـ “المنكر”.

فالأمر يبدو اشبه ما يكون، بذاك الشيخ الذي يشحن أتباعه ومريديه، بالأفكار المتطرفة، ويشبعهم بالفتاوى الظلامية في حق الآخرين، فيتحولون بسببها الى “زرواطيون” من القرون الوسطى، لا باميون يحملون مبادىء الدمقرطة والحداثة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *