إبراهيم الجماني

 

قد يجهل بعضنا أو يتجاهل عالم السياسة والانتخابات وما يجري فيهما من دسائس ومؤامرات وأحياناً حتى الضرب تحت الحزام، وكيف تصنع التحالفات وكيف تطبخ القرارات في الكواليس وكيف يجامل السياسين بعضهم أمام العدسات وخلفها وكيف يتحملون النفاق الرهيب الذي يزكم الأنوف.

هذا المشهد الرمادي ليس هو السائد دائماً بل هناك لحظات من النور والأمل تحضر بدون موعد مسبق. 

كدت سابقاً نتيجة لظروف مختلفة و لضغوطات أن أترشح في الجنوب ولكن بعد جهد جهيد وفقني الله إلى الرجوع إلى مدينتي العزيزة الرباط، هذه المدينة التي أعشقها و استمتع بمخالطة أهلها الطيبين المتسامحين.

الرباط لمن لا يعرفها هي بحيرة رائعة من الجمال السرمدي، تصب فيها الانهار والوديان من كل حدب وصوب و تمتزج فيها الألوان و الروائح والأذواق و حتى الأعراق.

مدينة كل من قدم إليها يجد جزء منه فيها،  تسحر الباب الزائرين وتشد أواصر من مكث فيها.

الرباط لها علي أفضال كثيرة لا تحصى ولا تعد ولن أستطيع رد الجميل مهما اجتهدت، 

فأنا- وأعوذ بالله من قول أنا- أتمنى أن أرى الرباط في أحسن حلة ويفرحني بشدة ما اراه الان من تغيير مبهر على شوارعها وأزقتها ومداخلها و أطرافها وعلى مستوى الإنارة العمومية و الحدائق و المتنزهات ومواقف السيارات و ..

المجلس البلدي القادم يجب عليه أن يواكب هذه الانجازات والمشاريع الملكية الكبيرة ويحافظ عليها ويساهم في تطويرها وخلق الجو الملائم للمواطن للاستمتاع بهذه المرافق الحيوية.

المجلس يجب ان يكون منسجماً فيما بينه و مع السلطات و مختلف المتدخلين و ان لا يضيع أي لحظة في النقاش الغير مجدي.

يجب على المجلس أن يحافظ على ثقافة الرباط الخاصة وتحضرني هنا عبارة قالها أحد شخصيات الرباط البارزين عبد الكريم بناتي في لقاء لجمعية رباط الفتح التي يترأسها مخاطباً بعض المنتخبين:اتركوا النخل في مكانه و اغرسوا في الرباط الزيتون والأشجار التي تتلائم مع مناخه.

يجب على المجلس أن يدرك قيمة مدينة الرباط التاريخية و الثقافية و الوطنية والاقليمية والدولية والدبلوماسية و الاستراتيجية.

يجب على المجلس أن يضع الأصبع على مفاتيح الموروث الثقافي الرباطي المختلف و يحافظ عليها و يطورها بالطريقة التي تحفظ للرباط  تميزها و خصوصيتها.

على المجلس أن يهتم بالأحياء الشعبية وأن يجتهد للرفع من مستوى الخدمات والمرافق الاجتماعية بها وجعل توازن بين الأحياء وتكامل لا يغير من الفسيفساء الرباطية الرائعة.

من يحب مدينته ويغير عليها يجب عليه أن يشارك في تدبير امورها ويدافع عن ما يراه أنسب وأفضل لها، وشكراً جزيلاً لمناضلة صادقة في احد الاحزاب الوطنية خاطبتني يوماً بكل وضوح وقوة إن لم أترشح للانتخابات فهي خيانة عظمى وخذلان للمواطن الذي آمن بك ووثق بعملك لتدافع عنه وعن مدينته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *