*جمال اسطيفي

 

رياضة التيكواندو، واحدة من الرياضات التي كان ممكنا في أكثر من مرة أن تصعد إلى منصة التتويج الأولمبي، لكنها للأسف تخلف الموعد في كل مرة، رغم أن مسؤولي جامعة التيكواندو يرفعون دائما سقف الآمال والتطلعات.

شارك التيكواندو المغربي في دورة طوكيو بثلاثة رياضيين هم:

أميمة البوشتي (وزن أقل من 49 كلغ)، وندى الأعرج (وزن أقل من 57 كلغ)، وأشرف محبوبي (وزن أقل من 80 كلغ)، في الوقت الذي لم يكتب لفاطمة الزهراء أبو فارس بطلة أولمبياد الشباب في الأرجنتين أن تكون بين المشاركات، حيث زعمت الجامعة أنها مصابة، في الوقت الذي شددت فيه أبو فارس ومدربها على أنها كانت جاهزة، وأنه تم إبعادها دون وجه حق.

باستثناء أشرف محبوبي الذي تجاوز في المباراة الأولى الايفواري الشيخ سيسي بطل دورة اولمبياد ريو دي جانيرو، قبل أن يقصى أمام الأردني شربات الذي حاز على الميدالية الفضية بـ(15 مقابل 17)، ثم انهزم في مباراة الترضية أمام بطل  الدانمارك اوردي ريتشارد بـ(10 مقابل 25)، فإن المشاركتين الأخرتين أميمة البوشتي وندى الأعرج لم تفوزا بأي مباراة، بل إنهما انهزمتا بفارق كبير عن منافستيهما.

هذه المشاركة هي السادسة للتيكواندو في الأولمبياد بعد دورات سيدني 2000  وأثينا 2004 وبكين 2008 ولندن 2012 وريو دي جانيرو 2016، لكنها الأسوأ، فرغم أنه في الدورات السابقة لم يتمكن التيكواندو من الصعود إلى منصة التتويج، إلا أنه كان قريبا من ذلك سواء بواسطة عبد القادر الزروري أو منى بنعبد الرسول أو ووئام ديسلام، حيث بلغوا المواجهات الفاصلة من أجل الفوز على الأقل بالبرونز.

هذه المرة غاب كل ذلك، وظهر رياضيو التيكواندو بلياقة ضعيفة بدنيا ونفسيا وذهنيا.

السؤال الذي يجب أن تجيب عنه جامعة التيكواندو هو ما هو سبب هذا التراجع الكبير للتايكواندو؟ ولماذا نجحت بلدان كالأردن ومصر وتونس التي تدار بميزانيات أقل في الصعود إلى منصة التتويج، بينما التيكواندو المغربي يتراجع إلى الخلف.

لقد فشل التيكواندو في دورة طوكيو بشكل ذريع، فشل تقنيا من خلال النتائج المخيبة، كما فشل قبل شد الرحال إلى طوكيو من خلال التدبير السيء لملف البطلة الواعدة فاطمة أبو فارس..

ألم يحن الوقت لتغير جامعة التيكواندو استراتيجيتها التقنية والتدبيرية، وتنتقل من تدبير العشيرة والأصدقاء والمقربين إلى تدبير مؤسساتي رهانه تحقيق النتائج، وليس توزيع غنائم الأسفار والمسؤوليات…

*ناقد رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *