* ذ. محمد سليكي

تأتي زيارة إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس الفلسطينية، إلى المغرب بدعوة من العدالة والتنمية، لتطرح من جديد سؤال مدى تماهي عقيدة هذا الحزب الذي يقود الحكومة، مع التوجهات العامة للسياسة الخارجية للمملكة المغربية التي يرعها جلالة الملك محمد السادس.

قبل زيارة هنية للمغرب التي إستهلها قبل ساعات، من يومه الأربعاء، كانت حركة حماس قد إهتزت على وقع فضيحة جنسية، تولدت عنها فضحية سياسية، كشفت بالوثائق تورط الحركة في الولاء لإيران وتنظيم الاخوان في آن واحد.

لقد فضح مقطع فيديوإباحي، لعضو حركة حماس الشيخ أبو مطيع عبد الرحيم أبو فنة، وهو في وضع مخل مع عشيقته، في أحد الفنادق الاسرائيلية، تحكم إيران في قررات قيادة حماس.

يظهر ذلك من خلال الأمر الصادر عن الحرس الثوري الإيراني و الموجهة إلى حركة حماس، من أجل عزلأبو فنةمن مسؤول جمع الزكاة اللوائية، وتجريده من جميع صلاحياته كمسؤول لجمع اشتراكات الإخوان المسلمين في فلسطين، بعدما تجرد من ملابسه في إحدى غرف الغرام بفندق من فنادق إسرائيل.

ما يهمنا هنا ليس فضيحة أبو فنة، التي لا تختلف عن فضيحة فاطمة النجار وعمر بن حماد، العضوين البارزين في حركة التوحيدوالاصلاح، بعدما تم ضبطهما سنة 2016، في وضع مخل داخل سيارة  بشاطئ المنصورية، بقدر ما يهمنا حقيقة الوجه والقفا عند البيجيدي إزاء التعاطي مع السياسية الخارجية للمغرب الرسمي.

لا يخفى على أحد أن إيران التي تتحكم في هواء تنفس حماس، تعاكس مصالح المغرب السيادية، وتدعم أعداء وحدته الترابية، كما لا تخفي مساندتها لجبهة البوليساريو الانفصالية.

إيران هاته، التي قطعت معها المملكة المغرب علاقاتها الديبلوماسية منذ سنوات، لايمكن لها أن تسمح لعميلها وخادم الإخوان، إسماعيل هنية، برمي الورد في طريق المصالح الحيوية للمغرب، ولا القفز على مراعاة مصالحها، من أجل عيون إخوان العثماني..

والحقيقة أن هنية هذا الذي وصفه البيجيدي بالضيف الكبير، وحركته حماس التي إعترفت أخيرًا علنًا بتلقي أسلحة من إيران، ما هما إلا إمتداد  ليد البطش الايراني/الإخواني في غزة المعسكرة التي بدء قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني، راعي تصديرالثورة الإيرانية، في تحريكها لاختراق، تنظيمات في دول تتحرش إيران باستقرارها وتسعى إلى ضرب مصالحها تحت غطاء الاحتفال العربي /الاسلامي  الشعبي بنصر معركة “سيف القدس”.

لذلك فإستضافة حزب العدالة والتنمية المغربي لإسماعيل هنية والوفد المرافق له يبعث على الاعتقاد أنه بالتبعية، إستضافةلإيرانبقناع حركة حماس.

وسقوط البيجيدي في حضن حماس، قد يوحي ذلك كما لو أنه هو سقوط في حضن حوزة الخميني من حيث يدري هذا الحزب  أو لا يدري.

وبغض النظر عن مطامع العدالة والتنمية من زيارة  قادة حماس على بعد أشهر من الإنتخابات..تبقى هذه الزيارة في الأول والأخير غير مرغوب فيها بلغة الدبلوماسيين، بل قد تحمل شبهة إختراق إيراني لحزب البيجيدي بقبعة حماس.. من يدري ؟!!. و إن كان المغرب كدولة ومجتمع عصيان عن الاختراق .. و إلا لما حطت طائرة هنية في مطار كازا بلانكا يا عمري..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *