*محمد حاجي

خالد الجامعي رحمة الله عليه عندما كان عضوا في اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال في زمن الكبار المحترمين.. كان يجوب المغرب طولا و عرضا في نهايات الأسبوع تلبية لدعوات هنا و هناك… قلما كان يتخلف عن حضور ندوة أو يعتذر عن تأطير نشاط.. كانت جرأته و قوة خطابه و طريقة تحليله للأوضاع السياسية في المغرب تجلب الجمهور و تملأ القاعات حتى يصبح فيها  الواقفون أكثر من الجالسين .

 أتذكر سنة 1998 حيث كانت البلاد تعيش حالة ترقب مقلقة بعد تهديدات السكتة القلبية و الحديث عن حكومة التناوب و مرض الملك الحسن الثاني، و خلال ندوة نظمتها الشبيبة الإستقلالية بالقصر الكبير بقاعة النادي المغربي تحت عنوان ” الخطاب السياسي و أسئلة المرحلة ” من تأطير النقيب عبد الرحمان بنعمر و خالد الجامعي و كنت خلالها مقررا فوق المنصة بجوار الأخير.. فعندما مر العرضان السياسيان للضيفين، انطلقت مداخلات الحاضرين في الندوة لاحظت أن خالد الجامعي ينصت باهتمام كبير للتحليل السياسي العميق و الجمل القوية الجريئة المتسمة بسلاسة الخطاب أبان عنها كل من  أخذ الميكروفون في تلك الليلة و أتذكر أنه كان من بينهم سليمان الريسوني و عبد الإله المنصوري و ادريس حيدر.. و عندما قاربت التدخلات من نهايتها، انحنى علي خالد و سألني مستغربا: “واش هادو كلهم ساكنين فالقصر الكبير؟؟ “أجبت بنعم، فأضاف: “هاذ الكلام اللي سمعتو اليوم هنا ما كنسمعوش حتى فالرباط، تبارك الله عليكوم”.

خالد الجامعي.. شخصيته، بساطته، جرأته، نزاهته.. جعلته واحدا من أيقونات هذا الوطن.. رحمة الله عليه.

*كاتب/ إعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *