*عبد الرحيم بن أحمد

من بين الحوادث الغامضة في تاريخ المغرب،  اختفاء أبناء بول باسكون،السوسيولوجي الفرنسي الذي فضل الحصول على الجنسية المغربية و البقاء في المغرب بعد الاستقلال.

يوم 27 دجنبر  1976، قررت ابنته نادين  السفر إلى بحيرة أخنفيس قرب طرفاية مع أخيها جيل و صديقين هما جون و بياتريس غييو أبناء دبلوماسي فرنسي و أيضا مع  شاب مغربي اسمه فؤاد الفايز و وصديقته كوليت بلانشوت..وكلهم لم يتجاوزوا العشرين في العمر.

 اختفت المجموعة كلها بعد 2 يناير، وبسرعة اتهم المغرب البوليساريو باختطافهم ، لكن هذه الأخيرة أنكرت علاقتها بذلك،مؤكدة أنها حين تختطف أجانب فإنها لا تخفيهم.

فيما بعد ذكر الصحفي الفرنسي فرانسيس هيلد من لونوفيل أوبسرفاتور وهو يقوم بتحقيق عن الحادثة  أن  البوليساريو أبلغته  يوم 13 يناير بعثورهم على  بطاقة ديبلوماسية خاصة  ب”جون غييو”  بجيب جندي مغربي مقتول في إحدى المعارك .

ماذا وقع ؟ الجواب عند  شخص واحد اسمه سيد أحمد البطل.

هاد السيد المولود بمنطقة المحبس التحق بالمدرسة في طان طان  ولكن  لم يتسطع مجاراة أقرانه  الذين استكملوا دراستهم في بويزكارن و تارودانت وغيرها ففضل شراء حمار وبقي يعمل في نقل الماء من خزان للمدينة على كروسة.

بعد التحاق الولي السيد بطانطان كعامل في الإنعاش الوطني وجمعه للشباب بنية المقاومة المسلحة ..كان البطل إلى جانبهم يستمع..

السيد حيث ماقاريش بزاف  كان منبهرا بهؤلاء الجامعيين وحاول تقليدهم فحفظ الكتاب الأحمر ديال ماو كاملا ههه

ماكانش فاهم فيه زفتة ولكن عزيز عليه يستعرضو أمام من لايعرفه لإبهاره.

لما بدأت الحرب  ضد اسبانيا والمغرب وموريتانيا فضل البطل تسيير مخيمات اللاجئين بدل المشاركة في الغزوات وحصل على منصب مدير الأمن.

اييه ..من كروسة حمار لمسؤول على مصير الآلاف..

لكن السبب  الرئيسي يعود لطاعته العمياء للأوامر وضعف بصره.

بعد أن فهمت الجزائر أن البوليساريو جادة في كفاحها ضد المغرب  قامت بعزل بعض المخلصين الوطنيين بين قوسين والبراكماتيين وأرادت طرد الشيوعيين والمعتدين بأنفسهم ومن بينهم مؤسس الجبهة بنفسه الولي السيد.

في أحد المؤتمرات فوجئ الولي بتكتل غريب لأعضاء اللجنة التنفيذية قاده البطل  وآخرون وتم عزل الولي من جميع المناصب و بقا غير كايشوف ههه

نجح الجزائريون لأشهر في خطتهم لكن الولي عاد بقوة بعد ترتيبات قبلية وتنازلات للجزائر.

بعد مقتله سيطرت الجزائر كليا على الجبهة..لهذا يقال أن أكبر رابح من وفاته في غزوة موريتانيا هم الجزائريون.

صديقنا البطل ترقى وحين كان الرجال يقاتلون في الجبهات أسس نظام تجسس باستخدام الأطفال و العريفات ..وأسس أول مراكز تعذيب..وهو سجن الرشيد راح ضحيته الموريتانيون  من أعضاء الجبهة ثم

المثقفون

لقد كان جهازه  -المكون من عشرات الحقودين- يقوم مثلا  بالتخلص من القيادات العسكرية للبوليساريو والتي تشكل  خطرا سياسيا أثناء المواجهات العسكرية نفسها ضد المغرب.. إنه أسلوب التشيكا السوفياتية في حرب ستالينغراد : رصاصة في الظهر ونحتسبك شهيدا قتله الجيش المغربي..

وبمساعدة من البشير- أخ الولي- تفنن طيلة الثمانينات في تعذيب الأسرى المغاربة.

حكايات كثيرة مرعبة  لاداعي لسردها تنسب للبطل..رغم ضعف بصره حينها كان يتلذذ بقطع الأطراف وتمزيقها..وتحت السياط. كان يجبر الضحايا على حفظ جمل من خطب ماو تسي تونغ..

أقسى ما تم ذكره في بعض الشهادات قيام البطل بإخصاء الضحايا: يحمي مسمارا ويضعه على عرق محدد بدقة قرب الجهاز التناسلي..يقال علمته شيبانية تلك التقنية التي كانت تجرى للعبيد الهاربين في الصحراء سابقا..لقد أخصى هذا الأعمى الذي يبدو وديعا في الصور مئات الصحراويين والأسرى..

ورغم فقدانه البصر حاليا بشكل كلي لايزال يرعب حتى قيادات الجبهة التي تجازيه بمناصب كبيرة.

كل الشهادات تجمع أنه واحد من زبانية جهنم.

يعد أكثر شخص مكروه في تندوف ورغم تنقله يوميا للرابوني بحراسة عسكرية تعرض لمحاولة اغتيال من طرف ابن أحد الضحايا قبل سنوات فقط..

لا توجد خيمة لم يتعرض أحد أفرادها للتعذيب والتنكيل من طرف  هذا البطل..

ولهذا يسمونه : البويطيل ..تصغيرا وتحقيرا.

 هذا البويطيل، رفق المجرم إبراهيم غالي، هو من أشاع للصحافة  الفرنسية مسؤولية المغاربة عن مقتل أولاد باسكون..وبالنظر لتاريخه  وتورطه في عمليات اختطاف سابقة لمدنيين مغاربة وبحارة إسبان لايستبعد أن يكون هو من قتل وعذب ودفن جثث أبناء بول باسكون في الحمادة. ..

*إعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *