تقي الدين تاجي

على ضوء الأزمة، التي تفجرت بين المغرب واسبانيا، جراء استقبال الأخيرة، لمجرم حرب هو “ابراهيم غالي” زعيم جبهة البوليساريو، وما أعقب ذلك من نزوح جماعي للمهاجرين صوب سبتة المحتلة، يبدو أن الاتحاد الأوروبي، وبعد فقدانه الكثير من سمعته، وانكشاف زيف قوته المزعومة، أمام المنتظم الدولي، خلال تفشي جائحة فيروس كورونا، جراء فشله في الاستجابة، لصرخات الدول المنضوية تحت لوائه، يسعى هاته الأيام، الى استغلال “الأزمة المغربية – الاسبانية”، لترقيع ورتق، ما تهتك من عورته، لعله يستدرك ما فات.

مناسبة هذا الكلام، اقتراح الاتحاد الأوروبي، على إسبانيا،  في مراسلة سرية، وجهها الخميس المنصرم إلى وزير داخليتها، فيرناندو غراندي مارلاسكا، الاعتماد على عناصر شرطة فرونتكس (وكالة حرس الحدود الأوروبية)، لحماية الحدود الإسبانية في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.

وحسب نص المراسلة، التي كشف عنها موقع اسبانية بالعربي “ترى قوات فرونتكس الأوروبية أن “زيادة ضغط الهجرة على إسبانيا” يجب أن تدفع مدريد للسماح بمساعدة الوكالة “في مواجهة هذا الوضع الصعب”. لكن وزارة الداخلية الإسبانية، رفضت هذا الخيار على الأقل في الظرف الحالي.

وحسب المصدر ذاته، فإن “بروكسل أعلنت موقفا تضامنيا صارما مع إسبانيا، وحذرت الرباط من مراجعة المساعدات المتعلقة بالهجرة إذا تكرر هذا النوع من “الابتزاز” – على حد وصفها – مضيفة “أن المؤسسات الأوروبية تريد الاستفادة من هاته الأزمة للعودة إلى اتفاقيات ومواثيق الهجرة، الذي يعطي قوات فرونتكس دورا أساسيا في حماية الحدود الأوروبية في مدينتي سبتة ومليلية”.

وأورد المصدر عينه “أن من شأن قبول إسبانيا بتواجد القوات الأوروبية على الحدود الإسبانية المغربية إلى إغضاب الرباط التي ترفض ذلك، بما يعنيه من تدويل الحدود وإظهار مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، كحدود أوروبية حقيقية تحرسها قوات أوروبية.” في وقت “تعالت فيه الأصوات في إسبانيا، سيما منها أصوات اليمين المتطرف، للمطالبة بتنفيذ هذه الخطوة ردا ما اعتبروه استفزازا مغربيا بفتح الحدود لهجرة 9000 مغربي إلى إسبانيا”.

والواقع أن سياسات الاتحاد الأوروبي المتخاذلة خلال أزمة كورونا، يجعل من غير المستبعد، اتجاهه صوب تفعيل هذا الاجراء/”التهديد”، وحينها سيكون المغرب أيضا، مضطرا للجوء بدوره الى استخدام ورقة التهديد بـ “الغاء اتفاقية الشراكة التي تجمعه مع الاتحاد”، وضمنها اتفاقيات الصيد البحري، وتسويق المنتجات الفلاحية، والبحث بالمقابل عن أسواق وشراكات جديدة، مع دول عظمى مثل الصين وروسيا الهند. “واللي عندو باب واحد الله يسدو عليه”

فترقيع الاتحاد الأوروبي لبكارته المتهتكة، لن يكون لا اليوم ولا غدا على حساب المملكة المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *