*جواد مكرم

 

قادت أزمة المغرب مع إسبانيا والخلاف الدبلوماسي المتصاعد بين البلدين، المغاربة إلى إكتشاف من وصفها الكثيرون بـ”مرا وكادة”، في إشارة إلى كريمة بنعيش، سفيرة المملكة المغربية في مدريد، التي غزت قلوب المغاربة من خلال تصريح لها بالاسبانية، عكست من خلاله مستوى عال من كاريزمية “سيدة دولة” بإمتياز.

 عادل بنحمزة الكاتب السياسي المتخصص في شؤون الصحراء علق على هذه الخرجة الإعلامية الموفقة بقوله:”هكذا تحدثت سفيرة المغرب في مدريد السيدة كريمة بنعيش إلى الإعلام الإسباني ومن خلاله الرأي العام هناك، تحدثت بكل ثقة ووضوح وهدوء…، هذا هو المطلوب لأننا أصحاب حق، وكل وسيلة أخرى للضغط تبقى مشروعة متى لم يكن لها نتائج عكسية”.

 ولدت كريمة بنيعيش، في 2 أبريل 1961 بتطوان، وهي حسب الصحفي التلفزيوني المتقاعد محمد سراج الضو:” إمرأة مثقفةً تتحدث بطلاقة وتكتب بعدة لغات العربية والإسبانية و الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية و الروسية..”.

تعتبر اسبانيا بالنسبة إلى السفيرة كريمة بنيعيش “بلدا ثانيا”، حسب الكاتب الصحفي نور الدين اليزيد، بحيث تنحدر والدتها الراحلة من اسبانيا..  وهو ما يؤكده سراج الضوو بقوله: “أمها إسبانية من مدينة غرناطة”.

أما والدها، يورد المصدر نفسه، فهو “الدكتور بنعيش الذي كان طبيبا خاصا للملك الحسن الثاني، توفي مقتولاً أثناء محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في بوليوز 1971 بالصخيرات”.

 تركها والدها وهي ما تزال طفلة صغيرة، وتكلف الملك الراحل الحسن الثاني بتربيتها إلى جانب شقيقها فاضل بنيعيش، وهنا يقول اليزيد:”السيدة الدبلوماسية وكما شقيقها فاضل بنعيش من المرضي عليهم من طرف القصر، وسي فاضل الذي سبق شقيقته سفيرا في مدريد يعتبر أحد المقربين من الملك محمد السادس، وأحد أصدقاء دراسته منذ الصغر، وقد شفع للشقيقين مقتل والدهما في محاولة انقلاب الصخيرات 1971 بأن تولى الملك الراحل الحسن الثاني رعايتهما وأسرتهما داخل دار المخزن”.

ولما كبر الشقيقان، يوضح المصدر ذاته، “كانت أبواب السلك الدبلوماسي مشرعة على مصراعيها في وجههما ولم تكن غير شبه الجزيرة الإيبيرية المكان المثالي لهما، بالنظر لثقافتها الاسبانية وخؤولتهما من الاسبان..”.

كريمة بنيعيش، حاصلة على دكتوراه شرفية من جامعة نوفا بلشبونة (2013)، وعلى الباكلوريا – علوم اقتصادية بالرباط سنة 1981، وعلى الإجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة مونريال سنة 1986، وعلى شهادة “ميتريز” في العلوم الاقتصادية من جامعة مونريال سنة 1988.

وقد تقلدت بنيعيش العديد من المهام من بينها مديرة للتعاون الثقافي والعلمي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي.

وتشغل بنيعيش، منذ سنة 2013، منصب نائبة رئيس اللجنة التنفيذية لمركز شمال-جنوب التابع لمجلس أوروبا.

وعينها الملك محمد السادس، في 7 نونبر 2008، سفيرة للمغرب بالبرتغال، كما أنها رئيسة وعضو بالعديد من الجمعيات التي تعنى بالطفولة والمرأة والثقافة.

وتم توشيح  بنيعيش بالعديد من الأوسمة من بينها قائد الاستحقاق المدني في إسبانيا (سنة 2000)، ووسام الاستحقاق الوطني في فرنسا (سنة 2007).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *