* المصطفى العسري

تتوفر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على قسم إسباني متكامل .. لا نرى منه إلا نشرة أخبار تلفزيونية يتيمة يومية ناطقة بالإسبانية وأخرى عند الواحدة ظهرا لا تتجاوز 10 دقائق مع أغنية أو اثنتين اسبانيتين على الإذاعة الدولية المسماة Rabat Chaine Inter.

فما الجدوى من هكذا إذاعة، تتذيل نسب الاستماع في المغرب.. فبالأحرى أن يسمعها الأجانب.. وقد طعمت منذ مدة ببرامج ناطقة بالدارجة.. بدل تعزيز اللغات الإسبانية والإنجليزية في خريطتها البرامجية ونشراتها الإخبارية، على الأقل حتى نخرج القسمين الاسباني والإنجليزي من العطالة الإجبارية المفروضة عليهما.

  اذا كانت من محطة إذاعية دولية في المغرب فهي إذاعة Medi1  بنسختيها المغاربية والأفريقية.. ما يعني ضرورة إعادة النظر في مهام الإذاعة الدولية للرباط، عبر تحويلها إلى إذاعة اخبارية تقدم نشراتها بلغات متعددة العربية الأمازيغية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية .. على غرار Rne – Radio 5 الإخبارية الاسبانية.. مع إعطاء الأهمية للبرامج الموجهة للمغاربة في سبتة ومليلية، والذين لا يعرف أغلبهم إلا الإسبانية.. وكذا مغاربة اسبانيا الذي يشكلون الجالية الأكبر هنا ..على ما تقوم به الإذاعات الوطنية الإسبانية العمومية والخاصة، التي لديها ترددات خاصة بمنطقة جبل طارق البريطانية، للحفاظ على ارتباط الإسبان هناك بوطنهم الام.

حقيقة لدينا إعلام عمومي متخلف.. هو الوحيد الذي يمكنه تقديم خدمة إذاعية محترمة، بعيدا عن إسفاف الإذاعات الخاصة التي لم تزد شيئا للمتلقي المغربي منذ “التحرير” المفترى عليه.. باستثناء تجربة Medi1  الإذاعية الرائدة.

لا يمكن أن نخطب ود المغاربة في سبتة ومليلية المحتلتين ، ونحن نخاطبهم بدارجة محور القنيطرة الرباط الدار البيضاء الجديدة .. وبلغة فرنسية اصلا القلة القليلة من ساكنة المنطقة الخليفية الشمالية ما يفهمها.. فبالاحرى ساكنة الثغرين المحتلين، حيث الإعلام الاستيطاني متعصب للغته الوطنية.

وجود ساكنة سبتة ومليلية بعيدا عن الحكم المغربي، لا يعني أن نزيد من غربتهم، حيث بات من الضروري القاء الضوء على قضاياهم ومشاكلهم ومعاناتهم وعاداتهم وتقاليدهم وامتداداتهم داخل الوطن.. وإعداد تقارير من داخل سبتة ومليلية .. هنا أذكر أنني عندما كنت أدير قسم أخبار إذاعة Mfm سهرت على تعيين مراسل كان يقدم لنا تقارير ميدانية من سبتة وكذلك الشؤون التي تهم مليلية المحتلة، هو الزميل أحمد المريني من تطوان.

غير ذلك.. ليس إلا نظرة متخلفة وخائبة للإعلام العمومي ومن يسيره، ومن يقف خلفه..

*تلفزيوني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *