*خالد أشيبان
نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية اليوم مقالا يسيء إلى المغرب، ويعطي الدروس للمغاربة في احترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة … ولابأس أن نذكر كاتب المقال، ومن وافق على نشره، بأن الموضوعية تقتضي قول الحقيقة كاملة غير منقوصة ..
ولا بأس أن نذكر الصحيفة ببعض الوقائع التي نسيتها أو تناستها .. فالبلد الذي تنتمي إليه، فرنسا، لم يتردد في التنكيل واعتقال الآلاف من أصحاب السترات الصفراء عندما خرجوا للاحتجاج في شوارع باريس، ولم تكتب “لوموند” حينها بأن فرنسا تعيش رِدَّة حقوقية …
وعندما دمرت فرنسا، هي وحلفاؤها، قبل سنوات ليست بالبعيدة بلدا إسمه “ليبيا“، بدعوى إسقاط نظام ديكتاتوري والدفاع عن حقوق الليبيين، لم نقرأ على صفحات “لوموند” بأن النظام الفرنسي ارتكب جرائما لا زال الشعب الليبي يدفع ثمنها إلى اليوم من ثرواته وأرواح أبنائه …
وعندما تتجرأ “لوموند” على إعطاء الدروس لدول الجنوب، بتلك النبرة الاستعلائية، يجب أن تحدثنا أولا عن المسؤولية التاريخية لفرنسا في عرقلة تنمية دول الجنوب، واستغلال ثرواتها، وتفقير شعوبها .. ومسؤوليتها الكاملة عن كل تلك الجرائم التي ارتكبتها جيوش الاستعمار في دول المنطقة، والتي لا تزال جروحها قائمة إلى يومنا هذا.
وقبل أن تتهم “لوموند” المغرب بإلقاء شبابه في البحر للضغط على إسبانيا والاتحاد الأوروبي، يجب أن تتذكر الطريقة التي رمت بها فرنسا بمواطني مستعمراتها في حروب لا علاقة لهم بها .. ومنهم من دفع روحه ثمنا لخوض حرب لا تعنيه في شيء، فقط لأن من يستعمر أرضه قررذلك دفاعا عن مصالحه …
نعم، نحن نعيش وسط العديد من المشاكل في بلدنا، لكن جزء من تلك المشاكل تتحمل فيه فرنسا المسؤولية .. ومن يريد إعطاء الدروس للمغرب، عليه أن يكون قبل كل شيء مثالا يحتدى به …
ولا أظن بأن فرنسا بالتحديد هي أحسن مثال !.
*كاتب سياسي مغربي