تقي الدين تاجي

يواجه حزب التقدم والاشتراكية مأزقا تنظيميا كبيرا، بسبب الصراعات، التي فجرتها عملية توزيع التزكيات، وسط استياء عدد من الأعضاء الذين سبق لهم الحصول على مقاعد برلمانية أو جماعية من استثنائهم من الترشح مرة ثانية في دوائرهم، رغبة من قيادة الحزب في فسح المجال أمام أسماء أخرى من أجل خوض الانتخابات لأول مرة، بعدما ظلت وقتا طويلا في “لائحة الانتظار”.

ووفق مصادر موثوق بها، فإن نبيل بنعبد الله رفع “الفيتو” في وجه كل من عائشة لبلق والأخوين سعيد وسعاد الزيدي، إضافة الى رشيد حموني، ما ينذر باتساع دائرة “الغاضبين” في الحزب ويهدد بانشقاقات وتصدّعات أخرى، تنضاف إلى الضربة القوية التي تلقاها الحزب في أحد أهم معاقله بجهة الغرب، والمتمثلة في مغادرة البرلماني عن دائرة “حد كورت” في إقليم سيدي قاسم، أحمدالغزوي، الحزبَ والتحاقه بالتجمع الوطني للأحرار.

وأكدت المصادر ذاتها أن الأمين العام لحزب الكتاب، نبيل بنعبدالله، وسعيا منه إلى تفادي مزيد من التصدعات والانقسامات قبل أسابيع قليلة من الانتخابات المقبلة، قرر إرجاء الحسم في الدوائر موضوع النزاع إلى الشهر المقبل، من أجل البحث عن توافقات، مع الأعضاء “الغاضبين” ومحاولة إقناعهم بسحب ترشيحاتهم، مقابل وعود بمنحهم مناصب على رأس مؤسسات عمومية في حال مشاركة الحزب بالتحالف الحكومي أو اقتراحهم لتعيينهم كسفراء.

وكشفت المعطيات التي حصلت عليها “le12.ma” -عربية أن الحسم في التزكيات يتم في إطار ضيق داخل الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، وأن نبيل بنعبدالله يضع كامل ثقته في كريم تاج، المقرب منه، لاقتراح الأسماء التي يراها مناسبة لخوض الانتخابات باسم الحزب في الاستحقاقات المقبلة، فيما يسعى رشيد روكبان إلى فرض أسماء مقربة منه، ما اعتبره البعض حملة سابقة لأوانها يقودها هذا الأخير بين الفروع من أجل التمهيد لنفسه لخلافة نبيل بنبعدالله على رأس حزب “الكتاب” في المؤتمر المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *