*حنان رحاب
 
للأسف مر قرار العفو الملكي عن مجموعة كبيرة من معتقلي الأحداث بالريف وعن مجموعة من معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية ممن قاموا بمراجعات بصمت..صمت من طرف المجتمع الحزبي والحقوقي….
 
رمزية العفو بالنظر لسياق المرحلة كبيرة.. فهي تفعيل لأفق المصالحة والإنصاف وتمتين الجبهة الداخلية بهدوء…
 
مصالحة الهامش مع المركز.. وإزالة سوء تفاهم بين شباب خرج للاحتجاج في لحظة مأساة (وفاة محسن فكري رحمه الله) وبين الدولة.. فحصلت تجاوزات.. ليس الوقت مناسباً لتحديد أطرافها وتحميل طرف دون الآخر مسؤوليتها…
 
وفي حالة معتقلي ما سمي بالسلفية الجديدة فهو ليس مصالحة بينهم وبين الدولة فقط بل مصالحة مع المجتمع كذلك وعودة له.. نتمنى أن يلتحق بها آخرون.. 
 
إذن ففي الوقت الذي يعمل جلالة الملك بهدوء وعبر تراكم جولات العفو على انتزاع الأشواك برفق.. ونظن أن هذه الحكمة ستستمر في جولات لاحقة لكي تشمل بقية المعتقلين…
 
هذه الحكمة التي تروم حل المشكلات وفتح نوافذ الانفراج ربما تزعج المتشددين من فريقين : 
 
فريق يخون شباباً خرج للاحتجاج (وهذا ليس وقت تقييم هل أخطأ ام أصاب) 
 
وفريق يستثمر في الاعتقالات والتوترات إثر الاحتجاجات في “بورصة المال” لشيطنة الدولة…
 
قرارات العفو الملكي المتتالية، تؤكد أن الأفق يجب أن يكون لوطن يحتضن أبناءه، وأنه إذا كانت ظروف ما قد دفعت لتطبيق صارم للقانون.. قد يصفه البعض بالمتشدد.. نتجت عنه مآس إنسانية بالنسبة لآمهات وآباء وأسر وجدت أبناءها فجأة خلف القضبان، فإنه دائما هناك إمكانات للحل في حضن الوطن…
 
للأسف، لم تلتقط العديد من الهيئات وقياداتها عمق الإشارة الملكية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *